تفسير جزء عم مكتوب للأطفال سورة الغاشية

تفسير جزء عم مكتوب للأطفال سورة الغاشية

تفسير جزء عم مكتوب للأطفال سورة الغاشية

أحبابنا القراء نقدم لكم اليوم تفسير جزء عم مكتوب للأطفال ونقدم لكم اليوم تفسير سورة الغاشية.

معاني بعض الكلمات

الْغَاشِيَةِ: من أسماء القيامة.

خَاشِعَةٌ یعنی: ذليلة.

نَاصِبَةٌ: متعبة، من النصب، وهو التعب.

آنِيَةٍ أي: متناهية في الحرارة، والآني: الذي قد انتهى حره.

ضَرِيعٍ: هو نبت ذو شوك، وهو أخبث الطعام وأشنعه.

لَاغِيَةً أي: لغوا وباطلا.

نَمَارِقُ وسائد، والمفرد: نمرقة بمعنی وسادة صغيرة.

زَرَابِيُّ أي: البسط العريضة، التي لها حمل رقيق.

مَبْثُوثَةٌ أي: متفرقة في المجالس.

بِمُصَيْطِرٍ أي: بمسلط.

إِيَابَهُمْ: رجوعهم.

مقدمة

نحن نعلم أن يوم القيامة يوم عظيم، ولذلك جاء ذكره كثيرا في كتاب الله وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يستعد الناس بالعمل الصالح لهذا اليوم الذي يقفون فيه بين يدي الله جل وعلا.

ولذلك تناولت سورة الغاشية القيامة وأحوالها وأهوالها، فذكرت الكافر وما يلقاه من العناء والشقاء والبلاء… وذكرت المؤمن وما يلقاه من السعادة والهناء.

ثم ذكرت الأدلة والبراهين على وحدانية الله جل وعلا وقدراته الباهرة حتى يؤمن الكافر ويزداد أهل الإيمان إيمانا وثباتا.

فتعالوا بنا لنتعايش بقلوبنا مع تفسير سورة الغاشية:

(هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ)

أي: هل جاءك یا محمد خبر الداهية العظيمة التي تغشى الناس بشدائدها وأهوالها.. وهي القيامة؟

(وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ)

أي: أن وجوه الكفار يوم القيامة ذليلة خاضعة مهينة؛ لأن أصحابها كفروا بالله جل وعلا.

(عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ)

أي: دائبة العمل فيما يتعبها ويشقيها في النار…

وذلك لأن هؤلاء كانوا يتعبون أنفسهم في الدنيا في معصية الله جل وعلا، فيكون الجزاء أنهم كما أتعبوا أنفسهم في الكفر والمعاصي فإنهم يتعبون في النار بسبب جر الأغلال والسلاسل والصعود والهبوط في دركات النار.

(تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً)

أي: تدخل نارا شديدة الحر مشتعلة.

(تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ)

أي: تسقي من عين متناهية الحرارة قد وصل حرها وغليانها درجة النهاية.

(لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ)

أي: ليس لأهل النار طعام إلا الضريع، وهو نبت ذو شوك تسمیه قريش “الشبرق” وهو أخبث طعام وأبشعه وهو سم قاتل..

ذكر تعالي هنا أن طعامهم الضريع، وقال في الحاقة: (ولا طعام إلا من غسلين) ولا تنافي بينهما؛ لأن العقاب ألوان، والمعذبون أنواع، فمنهم من يكون طعامه الزقوم، ومنهم من يكون طعامه الضريع، ومنهم من يكون طعامه الغسلين، وهكذا يتنوع العذاب.

(لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ)

أي: أن هذا الضريع لا يجعل البدن سمينا أو قويا ولا يدفع الجوع عن يأكله.

وقد روى أنه يسلط عليهم الجوع بحيث يضطرهم إلى أكل الضريع، فإذا أكلوه يسلط عليهم العطش فيضطرهم إلى شرب الحميم، فیشوی وجوههم ويقطع أمعاءهم.

ولما ذكر حال الأشقياء أهل النار، أتبعه بذكر حال السعداء أهل الجنة فقال:

(وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ)

أي: أن وجوه المؤمنين الصالحين تكون يوم القيامة ناعمة ناضرة جميلة يظهر عليها أثر النعيم والسعادة والسرور.

(لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ)

أي: أنها لعملها الذي عملته في الدنيا وطاعتها لله جل وعلا راضية مطمئنة لأن هذا العمل أورثها الفردوس الأعلى.

(فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ)

أي: في جنة مرتفعة القدر والمكان، فيها حدائق وبساتين لا تخطر على قلب بشر.

(لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً)

أي: لا تسمع في الجنة كذبا أو بهتانا أو شتما أو سبا ولا أذى ولا باطلا ولا لغوا؛ لأن أهل الجنة لا يتكلمون إلا بالحكمة.

(فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ)

أي: فيها عيون تجري على وجه أرض الجنة بالماء السلسبيل لا تنقطع أبدا.

(فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ)

أي: في الجنة أسرة مرتفعة مكللة بالذهب والفضة والياقوت واللؤلؤ.

(وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ)

أي: وفي الجنة أيضا أكواب موضوعة على حافات العيون معدة لشرابهم لا تحتاج إلى من يملؤها.

(وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ)

أي: وفي الجنة أيضا وسائد – مخدات – مصفوفة واحدة إلى جنب أختها ليستندوا عليها.

(وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ)

أي: وفيها بسط عريضة ورقيقة جدا مبسوطة ومتفرقة في كل مجالسهم في أنحاء الجنة.

ثم ذكر الله عز وجل الدلائل والبراهين الدالة على قدرته ووحدانيته فقال:

(أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ)

أي: أفلا ينظر هؤلاء الناس نظرة تفكر واعتبار، إلى الإبل – الجمال – كيف خلقها الله خلقا عجيبا بدیعا يدل على قدرة خالقها؟!

في الآية حض على النظر في خلقتها، لما فيها من العجائب في قوتها، وانقيادها مع ذلك لكل ضعيف، وصبرها على العطش، وكثرة المنافع التي فيها، من الركوب والحمل عليها، وأكل لحومها، وشرب ألبانها وغير ذلك.

(وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ)

أي: وينظرون إلى تلك السماء البديعة المحكمة کیف رفع الله بناءها بغیر عمد ولا دعائم.

(وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ)

أي: وإلى الجبال الكبيرة الشاهقة كيف نصبت على الأرض بقوة حتى أصبحت ثابتة لا تتحرك ولا تتزلزل.

(وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ)

أي: وإلى الأرض التي يعيشون عليها كيف بسطت ومهدت للناس جميعا حتى أصبحت صالحة لاستقرار المخلوقات عليها والانتفاع بما فيها.

ولما ذكر الله عز وجل دلائل التوحيد ولم يعتبر بذلك الكفار أمر نبيه صلى الله عليه وسلم بأن يعظهم ويذكرهم فقال:

(فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ)

أي: فاحرص یا محمد على أن تعظهم وتخوفهم وتذكرهم بنعمتى عليهم، وذكرهم بالدار الآخرة ولا تهتم؛ لأنهم لا ينظرون ولا يتفكرون ولا يتعظون فإنما عليك أن تعظهم وذكرهم.

(لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ)

أي: أنك لست بمتسلط عليهم ولا قاهر لهم حتى تجبرهم على الإيمان والتوحید.

(إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ)

أي: لكن من أعرض عن الوعظ والتذكير، وكفر بالله العلي القدير.

(فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ)

أي: فيعذبه الله بنار جهنم الدائم عذابها.

(إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ)

أي: إلينا رجوعهم بعد الموت بالبعث.

(ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ)

أي: ثم إن علينا وحدنا حسابهم وجزاءهم.

تفسير جزء عم مكتوب

اقرأ تفسير جزء عم كاملا من هنا:

تفسير سورة الناس
تفسير سورة الفلق
تفسير سورة الاخلاص
تفسير سورة المسد
تفسير سورة النصر
تفسير سورة الكافرون
تفسير سورة الكوثر
تفسير سورة الماعون
تفسير سورة قريش
تفسير سورة الفيل
تفسير سورة الهمزة
تفسير سورة العصر
تفسير سورة التكاثر
تفسير سورة القارعة
تفسير سورة العاديات
تفسير سورة الزلزلة
تفسير سورة البينة
تفسير سورة القدر
تفسير سورة العلق
تفسير سورة التين
تفسير سورة الشرح
تفسير سورة الضحى
تفسير سورة الليل
تفسير سورة الشمس
تفسير سورة البلد
تفسير سورة الفجر
سورة الغاشية
تفسير سورة الأعلى
تفسير سورة الطارق
تفسير سورة البروج
تفسير سورة الانشقاق
تفسير سورة المطففين
تفسير سورة الانفطار
تفسير سورة التكوير
تفسير سورة عبس
تفسير سورة النازعات
تفسير سورة النبأ

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال