تفسير جزء عم مكتوب للأطفال سورة البروج

تفسير جزء عم مكتوب للأطفال سورة البروج

تفسير جزء عم مكتوب للأطفال سورة البروج

أحبابنا القراء نقدم لكم اليوم تفسير جزء عم مكتوب للأطفال ونقدم لكم اليوم تفسير سورة البروج.

مقدمة

لما ازداد أذى المشركين لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أراد الحق جل وعلا أن يصبرهم على أذى هؤلاء المشركين وأن يثبت قلوبهم على الإيمان والتوحيد فأنزل هذه السورة ليحكي لهم قصة أمة آمنت بالله فعذب المشركون كل من آمن منهم بالله وقتلوهم بالنار.

وجاءت هذه القصة بالتفصيل على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم .. قال صلى الله عليه وسلم:

الغلام المؤمن

“كان ملك فيمن كان قبلكم، وكان له ساحر، فلما كبر قال الساحر للملك: إني قد كبرت فابعث إلى غلاما أعلمه السحر فبعث إليه غلاما يعلمه.

وكان في طريقه إذا سلك راهب (وهو المتعبد من النصارى) فقعد إليه وسمع كلامه فأعجبه، وكان إذا أتى الساحر مر بالراهب وقعد إليه، فإذا أتى الساحر ضربه، فشكا ذلك إلى الراهب، فقال له: إذا خشيت الساحر فقل: منعنى أهلي، وإذا خشيت أهلك فقل: منعنى الساحر.

فبينما هو على ذلك إذ أتى على دابة عظيمة قد حبست الناس فقال: اليوم أعلم الساحر أفضل أم الراهب أفضل؟

فأخذ حجرا فقال: اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر، فاقتل هذه الدابة حتى يمضى الناس، فرماها فقتلها، ومضى الناس، فأتى الراهب فأخبره.

فقال له الراهب: أي بني، أنت اليوم أفضل مني قد بلغ من أمرك ما أرى، وإنك ستبتلى، فإن ابتليت فلا تدل علي.

وكان الغلام يبرئ الأكمه(الاعمى) والأبرص ویداوی الناس من سائر الأدواء، فسمع جليس للملك كان قد عمى، فأتاه بهدايا كثيرة، فقال: ما ههنا لك أجمع إن أنت شفیتنی.

فقال الغلام: إني لا أشفي أحدا، وإنما يشفي الله تعالى، فإن آمنت بالله تعالی دعوت الله عز وجل فشفاك.

فآمن بالله تعالی فشفاه الله تعالى، فأتى الملك فجلس إليه كما كان يجلس.

تفسير جزء عم مكتوب

فقال له الملك: من رد عليك بصرك؟

قال: ربي.

قال: أو لك رب غيرى؟

فقال: ربي وربك الله، فعذبه الملك حتى دل على الغلام، فجيء بالغلام، فقال له الملك: أي بني، قد بلغ من سحرك ما تبرئ الأكمه، والأبرص، وتفعل وتفعل؟

فقال الغلام: إني لا أشفى أحدا إنما يشفى الله تعالی.

فأخذه الملك فلم يزل يعذبه حتى دل على الراهب، فجيء بالراهب فقيل له: ارجع عن دينك، فأبى، فعذبه الملك حتى مات.

ثم جيء بالغلام فقيل له: ارجع عن دينك.

فأبى فدفعه إلى نفر من أصحابه وقال: اذهبوا به إلى الجبل، فاصعدوا به الجبل، فإذا بلغتم ذروته، فإن رجع عن دينه، وإلا فاطرحوه.

فذهبوا به فصعدوا به الجبل فقال: اللهم أكفنيهم بما شئت فرجف بهم الجبل، فسقطوا وجاء يمشي إلى الملك.

فقال له الملك: ما فعل أصحابك؟

تفسير جزء عم مكتوب

فقال: كفانيهم الله.

فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال: اذهبوا به، فاحملوه في مركب، وتوسطوا به البحر، فإن رجع عن دينه، وإلا فاقذفوه.

فذهبوا به فقال: اللهم أكفنيهم بما شئت، فانكفأت بهم السفينة فغرقوا، وجاء يمشي إلى الملك، فقال له الملك: ما فعل أصحابك؟ فقال: كفانيهم الله تعالى.

فقال الغلام للملك: إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به.

قال الملك: وما هو؟

قال: تجمع الناس في مكان واحد وتصلبني على جذع، ثم خذ سهما من كنانتي، ثم ضع السهم في كبد القوس ثم قل: بسم الله رب الغلام ثم ارمني، فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني.

فجمع الملك الناس في صعيد واحد، وصلب الغلام على جذع، ثم أخذ سهما من كنانته، ثم وضع السهم في كبد القوس، ثم قال: بسم الله رب الغلام، ثم رماه فمات الغلام.

فقال الناس: آمنا برب الغلام.

فقيل للملك: أرأيت ما كنت تحذر فقد والله نزل بك، قد آمن الناس كلهم.

فأمر الملك بحفر مكان كبير وأوقد فيه النار وقال: من يرجع عن دينه فدعوه، ومن لم يرجع عن دينه فألقوه فيها.

حتى جاءت امرأة بابن لها ترضعه فكأنها ترددت أن تقع في النيران، فقال لها ابنها: يا أماه، اصبري فإنك على الحق”.

فتعالوا بنا لنتعايش بأرواحنا مع تفسير سورة البروج:

(وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ)

أي: أقسم بالسماء البديعة ذات المنازل الرفيعة، التي تنزلها الكواكب أثناء سيرها.

(وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ)

أي: وأقسم باليوم الموعود وهو يوم القيامة، الذي وعد الله به الخلائق.

(وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ)

أي: وأقسم بمحمد والأنبياء الذين يشهدون على أمهم يوم القيامة، وبجميع الأمم والخلائق الذين يجتمعون في أرض المحشر للحساب.

(قتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ)

هذا هو جواب القسم، أي: قال الله ولعن أصحاب الأخدود، الذين شقوا الأرض طولا، وجعلوها كالخنادق، وأضرموا فيها النار؛ ليحرقوا بها المؤمنين.

(النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ)

أي: النار العظيمة المتأججة، ذات الخطب واللهب، التي أضرمها الكفار في تلك الأخاديد لإحراق المؤمنین.

(إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ)

أي: حين جلس الكفار حول النار فرحين بإحراق المؤمنين فيها.. والغرض هنا تخویف کفار قریش فقد كانوا يعذبون من أسلم من قومهم ليرجعوا عن الإسلام.

(وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ)

أي: أن الكفار كانوا يشهدون تعذيب المؤمنين في النار ويتشفون فيهم.. فقد كانوا يعرضون الكفر على المؤمنين فمن رفض ألقوه في النار.

(وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ)

أي: وما كان للمؤمنين ذنب ولا انتقم الكفار منهم؛ إلا لأن المؤمنين آمنوا بالله العزيز الحميد وحده، ولم يشركوا في عبادته أحدا، ولم يخافوا من أحد غيره.

(الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)

أي: وكل من فيهما يحق عليه عبادته والخشوع له.

(وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)

أي: هو تعالی مطلع على أعمال عباده، لا تخفى عليه خافية من شؤونهم، وفيه وعد للمؤمنين، يعني: أن الله يراكم وسوف يدخلكم الجنة.

ووعيد للمجرمين، أي: أن الله يراكم، وسيعاقبكم لا عليه بالنار في الآخرة.

أي: والله على فعل هؤلاء الكفار من أصحاب الأخدود بالمؤمنين الذين فتنوهم شاهد وعلى غير ذلك من أفعالهم وأفعال جميع خلقه، وهو مجازيهم جزاءهم.

(إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ)

أي: إن الذين عذبوا المؤمنين والمؤمنات وأحرقوهم في النار ليفتنوهم عن دينهم.

(ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا)

أي: ثم لم يرجعوا عن كفرهم وظلمهم وطغيانهم.

(فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ)

أي: فلهم عذاب شديد في جهنم جزاء على كفرهم ولهم العذاب المحرق لأجسادهم لإحراقهم للمؤمنين.

(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ)

أي: إن الذين جمعوا بين الإيمان الصادق والعمل الصالح.

(لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ)

أي: لهم البساتين والحدائق المثمرة التي تجري من تحت قصورها أنهار الجنة وهي أنهار الماء والخمر واللبن والعسل.

(ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ)

أي: ذلك هو الفوز العظيم الذي لا فوز بعده.

ثم أخبر الله جل وعلا عن بطشه وانتقامه الشديد من أعداء رسله وأوليائه فقال:

(إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ)

أي: إن أخذه وانتقامه من أعدائه بالغ الغاية في الشدة والقوة.

(إِنَّهُ هُوَ يبْدِئُ وَيُعِيدُ)

أي: إنه هو الخالق القادر على أن يخلق الخلق من العدم ثم يميتهم ثم يحييهم مرة أخرى بعد موتهم للبعث والحساب يوم القيامة.

(وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ)

أي: وهو الغفور الذي يغفر ذنب من تاب من عباده.. وهو الودود الذي يحب أولياءه ويتودد إليهم وهو الغني عنهم.

(ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ)

أي: وهو صاحب العرش العظيم.

(الْمَجِيدُ)

أي: وهو سبحانه وتعالى المجيد المتصف بجميع صفات الجلال والكمال العالي على جميع الخلائق.

(فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ)

أي: يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد لا يمتنع عليه شيء يريده.

(هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ)

أي: هل بلغك يا محمد خبر الجموع الكافرة، الذين تجدوا لحرب الرسل والأنبياء؟ هل بلغك ما أحل الله بهم من البأس، وما أنزل عليهم من النقمة والعذاب؟ ثم بين تعالى من هم فقال:

(فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ)

أي: هم فرعون وثمود الذين كذبوا رسلهم فأهلكهم الله بذنوبهم.

(بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ)

أي: ومع كل هذا لم يعتبر كفار قريش بما حل بالأمم الكافرة بل هم مستمرون في التكذيب.. فهم أشد كفرا وطغيانا.

(وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ)

أي: إن الله قادر عليهم فهم لا يعجزونه؛ لأنهم في قبضته وتحت سلطانه.

(بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ)

أي: بل هذا الذي كذبوا به، کتاب عظیم شریف، کثیر الخير والعلم.

(فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ)

أي: هو في اللوح المحفوظ الذي في السماء، محفوظ من الزيادة والنقص، والتحريف والتبديل.

تفسير جزء عم مكتوب

اقرأ تفسير جزء عم كاملا من هنا:

تفسير سورة الناس
تفسير سورة الفلق
تفسير سورة الاخلاص
تفسير سورة المسد
تفسير سورة النصر
تفسير سورة الكافرون
تفسير سورة الكوثر
تفسير سورة الماعون
تفسير سورة قريش
تفسير سورة الفيل
تفسير سورة الهمزة
تفسير سورة العصر
تفسير سورة التكاثر
تفسير سورة القارعة
تفسير سورة العاديات
تفسير سورة الزلزلة
تفسير سورة البينة
تفسير سورة القدر
تفسير سورة العلق
تفسير سورة التين
تفسير سورة الشرح
تفسير سورة الضحى
تفسير سورة الليل
تفسير سورة الشمس
تفسير سورة البلد
تفسير سورة الفجر
سورة الغاشية
تفسير سورة الأعلى
تفسير سورة الطارق
تفسير سورة البروج
تفسير سورة الانشقاق
تفسير سورة المطففين
تفسير سورة الانفطار
تفسير سورة التكوير
تفسير سورة عبس
تفسير سورة النازعات
تفسير سورة النبأ

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال