تفسير سورة العلق للاطفال

تفسير سورة العلق للاطفال

تفسير سورة العلق للاطفال

أصدقائي ما زلنا نقدم لكم تفسير جزء عم للأطفال واليوم مع تفسير سورة العلق.

معاني بعض الكلمات

عَلَقٍ: قطعة من الدم.

الْأَكْرَمُ: الذي لا يوازيه کرم.

لَيَطْغَى: الطغيان مجاوزة الحد.

اسْتَغْنَى: رأى نفسه غنيا.

الرُّجْعَى الرجوع والمصير.

يَنْهَى: يمنع.

وَتَوَلَّى: ترك الأمر.

لَنَسْفَعًا: أي لنأخذن.

بِالنَّاصِيَةِ أي: مقام شعر الرأس.

نَادِيَهُ: أهل مجلسه وعشيرته.

الزَّبَانِيَةَ:  ملائكة العذاب الغلاظ الشداد.

من فضائل السورة

من فضائل هذه السورة الكريمة: أنها أول ما نزل من القرآن الكريم، وفي ذلك تروي أم المؤمنین عائشة رضى الله عنها فتقول:

“كان أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم الرؤيا الصادقة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل قلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء، فكان يخلو بغار حراء، فيتحنث فيه – وهو التعبد – الليالي ذوات العدد، ثم يرجع إلى خديجة، فيتزود لمثلها حتى جاءه الحق، وهو في غار حراء فجاءه الملك فقال: اقرأ.

فقال: ما أنا بقارئ.

قال: فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال: اقرأ.

قلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثانية، حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني. فقال: واقرأ.

قلت: ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثالثة، ثم أرسلني، فقال:

(اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ . خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ . اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ . الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ . عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ).

فكانت تلك الآيات الكريمة أول ما أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم من القرآن الكريم.

المعنى العام للسورة

ابتدأت السورة ببيان فضل الله علی رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم بإنزاله هذا القرآن المعجزة الخالدة وتذكيره بأول النعماء وهو يتعبد ربه بغار حراء، حيث تنزل عليه الوحي بآيات الذكر الحكيم:

(اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ . خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ . اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ . الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ . عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ).

ثم تحدثت عن طغيان الإنسان في هذه الحياة بالقوة والثراء، وتمرده على أوامر الله بسبب نعمة الغنى، وكان الواجب عليه أن يشكر ربه على إفضاله، لا أن يجحد النعماء، وذكرته بالعودة إلى ربه لينال الجزاء:

(كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى . أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى . إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى).

ثم تناولت قصة أبي جهل فرعون هذه الأمة، الذي كان يتوعد الرسول صلى الله عليه وسلم ويتهدده، وينهاه عن الصلاة، انتصارا للأوثان والأصنام:

(أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى . عَبْدًا إِذَا صَلَّى) الآيات.

وختمت السورة بوعيد ذلك الشقى الكافر، بأشد العقاب إن استمر على ضلاله وطغيانه، كما أمرت الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بعدم الإصغاء إلى وعيد ذلك المجرم الأثيم:

(كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ . نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ . فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ . سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ . كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ).

وقد بدأت السورة بالدعوة إلى القراءة والتعلم، وختمت بالصلاة والعبادة ليقترن العلم بالعمل، ويتناسق البدء مع الختام.

فتعالوا بنا لنتعايش بقلوبنا مع تفسير سورة العلق:

(اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ)

أي: اقرأ يا محمد کتاب ربك – القرآن – مبتدئا ومستعينا باسم ربك العظيم الذى خلق جميع المخلوقات.

(خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ)

أي: خلق هذا الإنسان البديع الشكل والمنظر الذي هو أشرف المخلوقات من علقة.. وهي قطعة من دم رطب.

(اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ)

أي: اقرأ یا محمد وربك العظيم الكريم الذي لا يساويه ولا يدانیه کریم.

(الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ . عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ)

أي: الذي علم الخط والكتابة بالقلم، وعلم البشر ما لم يكونوا يعرفونه من العلوم والمعارف، فنقلهم من ظلمة الجهل إلى نور العلم، فكما علم سبحانه بواسطة الكتابة بالقلم، فإنه يعلمك بلا واسطة وإن كنت أميا لا تقرأ ولا تكتب.

(كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى)

أي: حقا إن الإنسان ليتجاوز الحد في الطغيان ويستكبر على ربه وخالقه جل وعلا.

(أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى)

أي: من أجل أنه رأى نفسه غنيا وعنده ثروة فطغى وبغى وظن أنه قادر على كل شيء.. ثم تهدده وتوعده فقال:

(إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى)

أي: إن إلى ربك – أيها الإنسان – المرجع والمصير فيجازيك على أعمالك، وفي الآية تهديد وتحذير لهذا الإنسان من عاقبة الطغيان، ثم هو عام لكل طاغ متكبر..

قال المفسرون:

نزلت هذه الآيات إلى آخر السورة في أبي جهل بعد نزول صدر السورة بمدة طويلة، وذلك أن أبا جهل كان يطغى بكثرة ماله، ويبالغ في عداوة الرسول صلى الله عليه وسلم.

(أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى . عَبْدًا إِذَا صَلَّى)

أي: أرأيت هذا الشقي الذي طغى وتكبر وابتعد عن الهدی بل ويدعو غيره إلى ترك الهدى فينهاه ويمنعه عن الصلاة.

روى أن أبا جهل اللعين قال لأصحابه يوما: هل يعفر محمد وجهه بين أظهركم؟ – بريد هل يصلي ويسجد أمامكم -؟

قالوا: نعم، فقال: واللات والعزى لئن رأيته يصلی كذلك لأطأن على رقبته ، ولأعفرن وجهه في التراب.

فجاء يوما فوجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي، فأقبل يريد أن يطأ على رقبته، فما فجأهم منه إلا وهو ينكص على عقبيه، ويتقی بیدیه، فقيل له: ما لك؟

فقال: إن بینی وبینه خندقا من نار، وهولا وأجنحة… فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لو دنا منی لاختطفته الملائكة عضوا عضوا”.

فأنزل الله:

(أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى . عَبْدًا إِذَا صَلَّى) إلى آخر السورة.

(أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى . أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى)

أي: أرأيت يا أبا جهل إن كان الذي تنهاه عن الصلاة صالحا مهتديا عالما بالحق عاملا به مستقیما عليه داعيا إليه فكيف تزجره وتنهاه.

(أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى)

أي: أخبرني يا محمد إن كذب أبو جهل بالقرآن وأعرض عن الإيمان أما يخاف الله ويخشى عقابه؟

(أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى)

أي: ألم يعلم ذلك الشقي المكذب أن الله مطلع عليه يرى مكانه ويسمع كلامه وسوف يجازيه على أفعاله وأقواله.

ثم توعده الله بقوله:

(كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ)

أي: ليرتدع هذا الفاجر أبو جهل عن غيه وضلاله، فوالله لئن لم ينته عن أذى الرسول، ويكف عما هو عليه من الكفر والضلال:

(لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ)

أي: لنأخذنه بناصيته – مقدم شعر الرأس – فلنجره إلى النار بعنف وشدة ونقذفه فيها.

(نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ)

أي: أن صاحب هذه الناصية كاذب فاجر كثير الذنوب والآثام والإجرام.

(فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ)

أي: فليدع أهل مجلسه من قومه وعشيرته وليطلب منهم أن ينصروه وأن يقفوا معه.

(سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ)

أي: سندعو خزنة جهنم، الملائكة الغلاظ الشداد.

روي أن أبا جهل مر على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي عند المقام فقال: ألم أنهك عن هذا يا محمد!

فأغلظ له رسول الله صلى الله عليه وسلم القول، فقال أبو جهل: بأي شيء تهددنی یا محمد! والله إني لأكثر أهل الوادي هذا ناديا فأنزل الله:

(فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ . سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ).

قال ابن عباس: لو دعا ناديه لأخذته ملائكة العذاب من ساعته.

(كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ)

أي: لا تطع هذا الكافر فيما أمرك به من ترك الصلاة لربك واسجد لربك، واقترب منه، وتحبب إليه بطاعته؛ فإنه لن يقدر على ضرك، ونحن نحميك منه.

اقرأ تفسير جزء عم كاملا من هنا:

تفسير سورة الناس
تفسير سورة الفلق
تفسير سورة الاخلاص
تفسير سورة المسد
تفسير سورة النصر
تفسير سورة الكافرون
تفسير سورة الكوثر
تفسير سورة الماعون
تفسير سورة قريش
تفسير سورة الفيل
تفسير سورة الهمزة
تفسير سورة العصر
تفسير سورة التكاثر
تفسير سورة القارعة
تفسير سورة العاديات
تفسير سورة الزلزلة
تفسير سورة البينة
تفسير سورة القدر
تفسير سورة العلق
تفسير سورة التين
تفسير سورة الشرح
تفسير سورة الضحى
تفسير سورة الليل
تفسير سورة الشمس
تفسير سورة البلد
تفسير سورة الفجر
سورة الغاشية
تفسير سورة الأعلى
تفسير سورة الطارق
تفسير سورة البروج
تفسير سورة الانشقاق
تفسير سورة المطففين
تفسير سورة الانفطار
تفسير سورة التكوير
تفسير سورة عبس
تفسير سورة النازعات
تفسير سورة النبأ

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال