تفسير جزء عم للاطفال سورة عبس

تفسير جزء عم للاطفال سورة عبس


تفسير جزء عم للاطفال سورة عبس

أحبابنا القراء نقدم لكم اليوم تفسير جزء عم للاطفال ونقدم لكم اليوم تفسير سورة عبس.

مقدمة

ولعلك يا بني تسألني: ما معنى كلمة عبس؟ ولماذا سميت السورة بهذا الاسم؟

عبس: أي تغير وجهه، وقطب ما بين عينيه.

وسميت السورة بما افتتحت به.

أما مناسبة نزول تلك السورة الكريمة، فتقول أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها:

“أنزل وعبس وتولی في ابن أم مكتوم الأعمى، أتی رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يقول: يا رسول الله أرشدنی، وعند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من عظماء المشرکین، فجعل رسول الله يعرض عنه، ويقبل على الآخر، ويقول: “أترى بما أقول بأسا”.

فيقول: لا، ففى هذا أنزل وعبس وتولی.

وعاتب الله عز وجل رسوله صلى الله عليه وسلم على ذلك بهذه الآيات.

وكان كلما قابل رسول الله ابن أم مكتوم قال له : “أهلا بمن عاتبني فيه ربی” .

فتعالوا بنا لنتعايش بقلوبنا مع تفسير سورة عبس:

تبدأ هذه السورة الكريمة بعتاب رقيق من الله جل وعلا لحبيبه محمد صلى الله عليه وسلم بسبب أنه أعرض عن الصحابي الجليل ابن أم مكتوم لما جاءه يوما وهو مشغول مع بعض عظماء قريش يدعوهم للإسلام.

وكان ابن أم مكتوم يقطع علیه کلامه ويقول: علمني یا رسول الله مما علمك الله..

وظل يكرر ذلك ولم يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم مشغول مع هؤلاء القوم..

فكره النبی صلى الله عليه وسلم منه ذلك وأعرض عنه.

فنزلت هذه السورة تعاتب النبي صلى الله عليه وسلم على إعراضه وعبوسه في وجه ابن أم مكتوم.

قال تعالى:

(عَبَسَ وَتَوَلَّى)

أي أن النبي صلى الله عليه وسلم قطب وجهه وأعرض بوجهه الشريف عن ابن أم مكتوم.

(أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى)

أي: بسبب أن جاءه عبد الله ابن أم مكتوم فقطعه عما هو مشغول به من دعوة بعض عظماء قريش.

(وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى)

أي: وما يعلمك ويخبرك يا محمد لعل هذا الأعمى الذي عبست في وجهه، يتطهر من دنس الجهل بما يتلقاه عنك من العلم والمعرفة؟!

(أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى)

أي: أو يتعظ بما يسمع ؛ فتنفعه موعظتك.

(أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى)

أي: أما من استغني عن الله، وعن الإيمان، بما له من الثروة والمال.

(فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى)

أي: فأنت تتعرض له، وتصغي لكلامه، وتحرص على تبليغه دعوتك.

(وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى)

أي: ليس عليك من حرج ولا يضرك شيء إذا لم يؤمن هذا الكافر المستغنی بماله وجاهه فأنت لست مطالبا بهدايته… إنما عليك البلاغ.

(وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى)

أي: وأما من جاءك يسرع ويمشي في طلب العلم لله، ويحرص على طلب الخير.

(وَهُوَ يَخْشَى)

أي: وهو يخاف الله تعالى، ويتقي محارمه.

(فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى)

أي: تتشاغل عنه، وتتلهى بالانصراف عنه إلى رؤساء الكفر والضلال.

(كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ)

أي: لا تفعل بعد اليوم مثل ذلك، فهذه الآيات موعظة وتبصرة للخلق، يجب أن يتعظ بها ويعمل بموجبها العقلاء.

(فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ)

أي: فمن شاء من عباد الله اتعظ بالقرآن، واستفاد من إرشاداته وتوجيهاته..

قال المفسرون: كان صلى الله عليه وسلم بعد هذا العتاب، لا يعبس في وجه فقير قط، ولا يتصدى لغني أبدا.

وكان الفقراء في مجلسه أمراء، وكان إذا دخل عليه ابن أم مكتوم يبسط له رداءه ويقول: مرحبا بمن عاتبني فيه ربی.

(فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ)

أي: هذا القرآن في صحف مكرمة عند الله.

(مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ)

أي: عالية القدر والمكانة، منزهة عن أيدي الشياطين، وعن كل دنس ونقص.

(بِأَيْدِي سَفَرَةٍ)

أي: بأيدي الملائكة الكرام الذين جعلهم الله سفراء بينه وبين رسله.

(كِرَامٍ بَرَرَةٍ)

أي: مکرمین معظمين عند الله أتقياء صلحاء.

مطیعون لربهم صادقون له في كل أعمالهم.

وهنا يذكر الله جل وعلا قبح الكفر والكافرين الذين يكفرون بالله ويجحدون نعمه التي لا تعد ولا تحصى.

فهم يستحقون الطرد من رحمة الله بسبب كفرهم ولذا يقول الحق جل وعلا:

(قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ)

أي: لعن الكافر وطرد من رحمة الله ما أشد كفره بالله مع كثرة إحسان ربه إليه.

فما الذي دعاه لأن يكفر بالله جل وعلا.

(مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ)

أي: هل يدري هذا الكافر من أي شيء خلقه الله حتى يتكبر على ربه جل وعلا؟

ثم وضح ذلك فقال:

(مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ)

أي: من ماء مهين بدأ خلقه فقدره في بطن أمه أطوارا.. من نطفة ثم من علقة إلى أن تم خلقه.. وقدر أجله ورزقه وعلمه وشقي أو سعيد.

(ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ)

أي: ثم سهل له طريقي الخير والضلال، أو سهل له طريق الخروج من بطن أمه.

(ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ)

أي: ثم أماته وجعل له قبرا يوارى فيه إكراما له، ولم يجعله ملقى للسباع والوحوش والطيور.

(ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ)

أي: ثم حين يشاء الله إحياءه، يحييه بعد موته للبعث والحساب والجزاء.

(كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ)

أي: ليرتدع وينزجر هذا الكافر عن تكبره وتجبره، فإنه لم يؤد ما فرض عليه، ولم يفعل ما كلفه به ربه من الإيمان والطاعة.

ولما ذكر خلق الإنسان ذكر بعده رزقه، ليعتبر بما أغدق الله عليه من أنواع النعم، فيشكر ربه ويطيعه فقال:

(فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ)

أي: فلينظر هذا الإنسان الجاحد نظر تفکر واعتبار، إلى أمر حياته، كيف خلقه بقدرته، ويسره برحمته، وكيف هيأ له أسباب المعاش، وخلق له الطعام الذي به قوام حياته؟!

ثم فصل ذلك فقال:

(أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا)

أي: أنا بقدرتنا أنزلنا الماء من السحاب على الأرض إنزالا.

(ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا)

أي: شققنا الأرض بخروج النبات منها شقا بديعا.

(فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا وَعِنَبًا وَقَضْبًا)

أي: فأخرجنا بذلك الماء أنواع الحبوب والنباتات حبا يقتات الناس به ويدخرونه، وعنبا شهيا لذيذا للإنسان، وعلفا لدابته أيضا.

(وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا)

أي: وأخرجنا كذلك أشجار الزيتون والنخيل، يخرج منها الزيت والرطب والتمر.

(وَحَدَائِقَ غُلْبًا)

أي: وبساتين كثيرة الأشجار، ملتفة الأغصان.

(وَفَاكِهَةً وَأَبًّا)

أي: وأنواع الفواكه والثمار، والفاكهة: ما تفكه فيه الإنسان من تین وعنب و خوخ ورمان.

والأب:

ما تأكله البهائم والأنعام.

(مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ)

أي: أخرجنا ذلك وأنبتناه ليكون منفعة ومعاشا لكم أيها الناس، ولأنعامكم.

فما أعظم نعم الله علينا …

إن نعم الله لا تعد ولا تحصى ولكن أكثر الناس لا يشكرون الله على نعمه ولذا قال تعالى: (وقليل من عباد الشكور).

ولما ذكر الله تعالى هذه الحياة الدنيا ونعمه التي أنعمها على عباده أراد أن يذكرهم بأنهم لا بد أن

يتزودوا من تلك النعم للدار الآخرة ويستعدوا ليوم القيامة فقال تعالى:

(فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ)

أي: فإذا جاءت صيحة القيامة التي تصخ الآذان حتى تكاد تصمها.

(يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ)

أي: في ذلك اليوم الرهيب يهرب الإنسان من أحبابه، من أخيه، وأمه، وأبيه، وزوجته وأولاده؛ لاشتغاله بنفسه.

(لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ)

أي: لكل إنسان منهم في ذلك اليوم العصيب، أحوال تشغله عن أحوال غيره؛ فإنه لا يفكر في شيء سوى مصلحته، ونجاة نفسيه.

(وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ)

أي: وجوه في ذلك اليوم مضيئة مشرقة من البهجة والسرور.

(ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ)

أي: فرحة مسرورة بما رأته من كرامة الله ورضوانه، مستبشرة بذلك النعيم الدائم.

(وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ)

أي: ووجوه في ذلك اليوم عليها غبار ودخان.

(تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ)

أي: تغشاها وتعلوها ظلمة وسواد.

(أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ)

أي: أولئك الموصوفون بسواد الوجوه، هم الجامعون بين الكفر والفجور، جمع الله تعالى إلى سواد وجوههم الغبرة كما جمعوا الكفر إلى الفجور.

اقرأ تفسير جزء عم كاملا من هنا:

تفسير سورة الناس
تفسير سورة الفلق
تفسير سورة الاخلاص
تفسير سورة المسد
تفسير سورة النصر
تفسير سورة الكافرون
تفسير سورة الكوثر
تفسير سورة الماعون
تفسير سورة قريش
تفسير سورة الفيل
تفسير سورة الهمزة
تفسير سورة العصر
تفسير سورة التكاثر
تفسير سورة القارعة
تفسير سورة العاديات
تفسير سورة الزلزلة
تفسير سورة البينة
تفسير سورة القدر
تفسير سورة العلق
تفسير سورة التين
تفسير سورة الشرح
تفسير سورة الضحى
تفسير سورة الليل
تفسير سورة الشمس
تفسير سورة البلد
تفسير سورة الفجر
سورة الغاشية
تفسير سورة الأعلى
تفسير سورة الطارق
تفسير سورة البروج
تفسير سورة الانشقاق
تفسير سورة المطففين
تفسير سورة الانفطار
تفسير سورة التكوير
تفسير سورة عبس
تفسير سورة النازعات
تفسير سورة النبأ

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال