قصص جحا قصة جحا أمير البلاد
أحبابي الأطفال نقدم لكم مجموعة من قصص جحا في سلسلة قصصية واليوم مع قصة جحا أمير البلاد.
أرسل الأمير في طلب جحا، وحينما جاء جحا إلى القصر، قال له الأمير: يوجد أمر يحيرني يا جحا.
وقد أرسلت إليك الآن لتساعدني في حله.
تبسم جحا وقال: سنجد الحل لكل شيء إن شاء الله يا سيدي. ولكن ما هو الأمر؟
قال الأمير: هناك الكثير من الناس, وأيضا بعض معارفي وحاشيتي أشعر بأنهم ينافقونني, فهم يعظمون من شأني ويجاملونني دون داع, كما يوجد أيضا الذين يحبونني بصدق وإخلاص, وأنا أريد أن أفرق بينهم, وأعرف من هو الصادق فعلا والمنافق منهم.
فكر جحا قليلا, ثم قال: اترك لى هذا الأمر يا سيدي، ولكن الحل سيكلفك بعض الأموال.
أسرع الأمير يقول: خذ ما تريده من مال.
قال جحا, وهو ينصرف: ولكن أرجو ألا تغضب مما سيحدث.
وترك جحا الأمير في حيرته من هذا الكلام، ثم ذهب ليطلق الشائعات في كل مكان, بأنه قد ورث الكثير من الأموال, وبأنه سيصبح أميرا للبلاد، لأن الأمير الحالي سيترك البلاد.
دهش الناس, وهم يسمعون هذا الكلام, وفي المساء ذهب الكثير منهم إلى بيت جحا, فوجدوه قد أعد أنواع الطعام الشهي, أخذ الناس يأكلون مع جحا, وقد بدأ الكثير منهم يصدق الكلام الذي قاله, ثم قال له أحدهم: أنت فعلا تستحق أن تكون أميرا للبلاد, وهذا الأمير لا يستحق منصبة, أما أنت فسيدنا ومولانا.
وظل هذا الحال لمدة ثلاثة أيام عرف في خلالها أن من ينافقونه بهذا الكلام هم نفس الأشخاص الذين ينافقون الأمير الحقيقي.
تعجب جحا كثيرا, ولكنه تأكد أنهم يفعلون ذلك من أجل تناول الطعام, وقضاء المصالح.
ثم ذهب جحا إلى الأمير فوجده غاضبا من تلك الشائعات.
ولكن جحا أخبره بالخطة التي أعدها, ثم قال للأمير: سأنتظر عندك دون أن يراني أحد.
وظل جحا في القصر حتى جاءت نفس المجموعة المنافقة.
وقالوا للأمير: سيدنا ومولانا, لا نرضى بغيرك أميرا علينا.
أما جحا فلا يصلح أبدا لأن يكون أمير, وفي هذا الوقت بالتحديد, خرج جحا من مكانه قائلا للأمير: هؤلاء هم الذين ينافقونك يا مولاي من أجل المصالح والطعام والأموال، وقد أتوا إلى بيتي, وأكلوا عندي, وقالوا لي كلاما بعكس ما قالوه هنا تماما.
ابتسم الأمير متعجبا بأفكار جحا الناجحة.
وأمر بصرف مكافأة له بعد أن عرف من هو الذي يحبه, ومن الذي ينافقه من أجل مصالحه الشخصية.