قصص عن زوجات الرسول زينب بنت جحش رضى الله عنها

قصص عن زوجات الرسول زينب بنت جحش رضى الله عنها

قصص عن زوجات الرسول زينب بنت جحش

اليوم نواصل قصص عن زوجات الرسول مع السيدة زينب بنت جحش (رضي الله عنها).

أم المؤمنين زينب (رضي الله عنها

تزوجت قبل النبي صلى الله عليه وسلم مولاه زيد بن حارثة رضي الله عنه وكان قد تبناه النبي صلى الله عليه وسلم في الجاهلية حتى كان يطلق عليه «زيد بن محمد».

وأمها هي أميمة بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم.. إنها بنت عمته وكفى بهذا شرفا وفخر، ولها مواقف ومناقب عظيمة نذكر بعضها.

زواج زينب من زيد:

أراد النبي صلى الله عليه وسلم من زینب بنت جحش أن تتزوج مولاه زيد، ولكن زينب ما كانت تستطيع أن تتزوج وهي على ما هي عليه من حسب ونسب، من مولی من الموالي وقالت يومئذ: لا أتزوجه أبدا!!

فلما نزل قول الله تعالى : (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مبِينًا) [الأحزاب: ۳۹].

فتزوجته رضي الله عنها طاعة لله ولرسوله.

زواج لحكمة ربانية:

بعد فترة من الزمن بدأ زيد يشكو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم له زينب وما يراه منها، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يأمره بالصبر ويقول له قوله تعالى:- (أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ) [الأحزاب:۳۷].

ولكن زيد لم يستطع صبرا فطلقها وقضى الله أمرا كان مفعولا وكان النبي صلى الله عليه وسلم رغم أن الله أعلمه بطلاق زينب وأنه سوف يتزوجها، ألا أنه صلى الله عليه وسلم كان يخشی كلام الناس.. لماذا؟

لأنه قد تبنی زيدا في الجاهلية وسار کابنه ومن عادتهم تحريم زواج الرجل زوجة ابنه بالتبني.

ولكن الله تعالى قد أباح ذلك، وكلام الله نافذ وهذا ما خشاه النبي صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى:- (وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا) [الأحزاب: ۳۷).

وهذه هي الحكمة الربانية في طلاق زيد لزينب وزواج النبي صلى الله عليه وسلم بها.

أم المؤمنين زينب رضي الله عنها:

صارت زینب بنت جحش زوجة للنبي صلى الله عليه وسلم بأمر الله بعد قوله تعالی لرسوله 🙁 فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا) [الأحزاب: ۳۷).

ولهذا السبب كانت زينب تفخر على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وتقول:- «زوجكن أهاليکن وزوجني الله عز وجل من فوق سبع سماوات » (البخاري).

 نزول آية الحجاب صبيحة عرسها:

لما تزوج النبي صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش، دعا القوم فطعموا وجلسوا يتحدثون وأطالوا الجلوس وتهيأ النبي صلى الله عليه وسلم للقيام عسى أن يقوموا، فلم يقوموا، فلما رأى ذلك قام، فلما قام انصرف بعضهم، وقعد ثلاثة نفر.

وجاء النبي صلى الله عليه وسلم ليدخل، فإذا القوم جلوس.

ثم إنهم قاموا فانطلقوا، فجاء أنس بن مالك رضي الله عنه خادم النبي صلى الله عليه وسلم يخبره أن القوم قد انصرفوا.

فجاء حتى دخل، وأراد أنس أن يدخل ولكن النبي صلى الله عليه وسلم ألقى الحجاب بينه وبين أنس.

فقد نزل قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا) [الأحزاب: 53].

زينب تطلب من النبي العدل بين أزواجه وعائشة:

كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب عائشة أكثر من أي زوجة أخرى من أزواجه وهي محبة قلبية لا دخل للإنسان فيها لكنه كان يعدل بينها وبين أزواجه جميعا في النفقة والمبيت ونحو ذلك.

ولكن هذا لم يرض أزواجه فأرسلوا في البداية فاطمة الزهراء بنت رسول الله له واقرب الناس إلى قلبه لعل وعسى.

فأخبرت فاطمة بحديث أزواجه، فقال لها رسول الله عن أي بنية ألست تحبين ما أحب. فقالت: بلى. قال: فأحبي هذه (يقصد عائشة)..

فقامت فاطمة حين سمعت ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجعت إلى أزواج النبي فأخبرتهن بالذي قال لها رسول الله.

فأرسل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش، فاستأذنت على رسول الله فأذن لها رسول الله له فقالت:

يا رسول الله إن أزواجك أرسلنني إليك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبسم: “إنها ابنة أبي بكر» [مسلم). .

أسرعكن لحاقا بي أطولكن يدا:

قال هذه العبارة النبي صلى الله عليه وسلم، تقول السيدة عائشة:

فكنا إذا اجتمعنا في بيت أحدا بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم نمد أيدينا في الجدار نتطاول.

فلم تزل نفعل ذلك حتى توفيت زينب بنت جحش، ولم تكن بأطولنا.

فعرفنا حينئذ أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أراد طول اليد بالصدقة. وكانت زينب امرأة صناع اليدين (أي تعمل بيديها) تدبغ وتخرز، وتتصدق في سبيل الله.

وأرسل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب إلي السيدة زينب عطاءها اثنی عشر ألفا، فجعلت تقول:

« اللهم لا يدركني هذا المال في قابل، فإنه فتنة»..

وما كان منها إلا أنها قسمته بين أهل رحمها وأهل الحاجة وعلم عمر بذلك فأرسل إليها (ألف درهم)، فتصدقت بها أيضا ولم تبق منه درهما.

قالت عنها عائشة رضي الله عنها:

ما رأيت امرأة قط خيرا في الدين من زينب، وأتقي الله وأصدق حديثا وأوصل للرحم وأعظم أمانة وصدقة.

وهذه لا ريب شهادة صادقة من أم المؤمنين عائشة تحسب لزينب بنت جحش فرضي الله عنها.

وحان الرحيل:

ماتت زينب بنت جحش رضي الله عنها وهي أول من ماتت من نساء النبي صلى الله عليه وسلم، وأسرعهن لحاقا به.

وهي بنت ثلاث وخمسين سنة وصلى عليها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، وشيعها أهل المدينة إلى البقيع ودفنت هناك رضي الله عنها.

اقرأ قصص أمهات المؤمنين كاملة من هنا

خديجة بنت خويلد رضى الله عنها

أم سلمة رضى الله عنها

عائشة رضى الله عنها

سودة بنت زمعة رضى الله عنها

صفية بنت حيي رضى الله عنها

أم حبيبة رضى الله عنها

حفصة بنت عمر رضى الله عنه

جويرية رضى الله عنها

زينب نت جحش رضى الله عنها

مارية القبطية رضى الله عنها

ميمونة بنت الحارث رضى الله عنها

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال