قصص اطفال مكتوبه قصة مغامرة في الفضاء مصورة و pdf
مع قصة جديدة من قصص اطفال مكتوبه وقصه اليوم بعنوان مغامرة في الفضاء القصة مكتوبة ومصورة و pdf
قصة مغامرة في الفضاء مكتوبة
رَنْ آخِرُ جَرَس فِي الْأَيَّامِ الْمَدْرَسِيَّةِ، وَالتَّلَامِيذُ فَرِحُونَ بِبِدَايَةِ العُطْلَةِ الصَّيْفِيَّةِ ، وَبِمَا أَنَّنَا نَعِيْشَ فِي الْمُسْتَقْبَلِ، وَلَيْسَ فِي قَدِيمِ الزَّمَانِ وَلَا الْآنَ؛ فَطَرِيقَةُ تَنقُلِ التَّلَامِيذِ طَائِرَةً صَغِيرَةً، وَمَا عَلَى التَّلْمِيذِ إِلَّا أَنْ يُحَدِدَ لِلطَّائِرَةِ الْمَسَارَ؛ وَسَتَأْخُذُهُ إِلَى حَيْثُ شَاءَ، أَوْ كَمَا هِيَ الْعَادَةُ إِلَى الدّارِ.الأختان يَاسَمِينُ وَبَتْرَاء خَططَنَا لِرحْلَةِ جَمِيْلَةٍ عَبْرَ الْفَضَاءِ، سَتَزُورَانِ فِيهَا كَوْكَبًا بَعِيدًا اسْمُهُ مَسَرْةُ".
كَوْكَبٌ مَسَرَّةَ كَبَاقِي الْكَوَاكِبِ يَبْدُو لَنَا مِنْ بَعِيدٍ بِحَجْمِ الذِّرَةِ، وَلَكِنْ تُوْجَدُ فِيْهِ أَكْبَرُ مَدِينَةِ الْعَابِ فِي الْمَجَرَّةِ.
وَذَاتَ يَوْمٍ، رَكِبَتِ الأختان مَرْكَبَةً فَضَائِيَّةً كَبِيرَةً وَقَوِيَّةً، ثُمَّ ذَهَبَتَا إِلَى عَمَّانَ لِتَتَزَوْدَا بِالْوَقُوْدِ، وَمِنْ ثَمَّ الْاِنْطِلَاقُ مِنْ مَحَطَّةِ الْفَضَاءِ الدَّوَلِيَّةِ.
بَعْدَ الْاِنْتِظَارِ، جَاءَ مِنْ مُكَبَّرَاتِ الصَّوْتِ فِي مَحَطَّةِ الْفَضَاءِ: إِلَى يَاسَمِيْنَ وَبَتْرَاءَ ... إِلَى يَاسَمِيْنَ وَبَتْرَاءَ ... هَلْ تَسْمَعَانَنِي؟
قَالَتْ بَتْرَاءُ: نَعَمْ، نَسْمَعُكَ بِوُضُوحٍ تَامٍ.
فَأَجَابَ الصَّوْتُ: حَانَ مَوْعِدُ الانطلاق!
عَشْرَةَ، تِسْعَةً، ثَمَانِيَةً، سَبْعَةً، سِتَّةَ، خَمْسَةٌ، أَرْبَعَةً، ثَلَاثَةَ اثْنَانِ، وَاحِدُ انْطِلَااااااااقًا!
كَانَ عَلَيْهِمَا أَنْ تَتَخَلُصَا مِنْ قُوَّةِ الْجَاذِبِيَّةِ الْأَرْضِيَّةِ؛ فَضَغَطَتْ يَاسَمِيْنُ زَرْ أَقْصَى طَاقَةِ انْدِفَاعِيَّةِ.
خَرَجَ دُخَانَ كَثِيفَ مِنْ أَسْفَلِ الْمَرْكَبَةِ الْفَضَائِيَّةِ .... وَإِلَى السَّمَاءِ انْطَلَقَتَا بِسُرْعَةٍ خَيَالِيَّةٍ.
بَعْدَ سَاعَاتِ مِنَ السِّفَرِ فِي الْقَضَاءِ، خَلَلُ مَا أَصَابَ الْمَرْكَبَةَ.
قَالَتْ يَاسَمِيْنُ لِبَتْرَاءَ: مُؤَشِّرُ الْخَطر باللَّوْنِ الْأَحْمَر أَضَاءَ يَبْدُو أَنْ مُشْكِلَةً تُوَاجِهَنَا.
قَالَتْ بَتْرَاءُ: عَلَيْنَا أَنْ نُوْقِفَ الرّحْلَةَ الْآنَ؛ لَعَلَّ بِالْقُرْبِ مِنَّا كَوْكَبًا، وَلَعَلَّنَا نَجِدُ لِلْهَبُوْطِ عَلَيْهِ مَكَانًا هَلَا تَتَفَحْصِيْنَ يَا يَاسَمِيْنُ الْخَرِيْطَةَ.
قَالَتْ يَاسَمِيْنُ: أَرَى عَلَى الْخَرِيْطَةِ كَوْكَبًا صَغِيرًا قُرْبَنَا لَوْنُهُ أَخْضَرُ.
قَالَتْ بَتْرَاءُ: تَجَنَّبًا لِأَي خَطَرٍ أَوْ ضَرَرٍ؛ فَلْنَهْبِطَ حَالَا عَلَى الْكَوْكَبِ الْأَخْضَرِ.
لَمْ تَمْضِ لَحَظَاتٌ حَتَّى كَانَتْ مَرْكَبَةُ الْفَضَاءِ عَلَى الْكَوْكَبِ الْأَخْضَر قَدْ هَبَطَتْ، وَبِجَانِبِ غابَةٍ عَظِيمَةِ اسْتَقَرْتُ.
أَمْسَكَتْ يَاسَمِيْنُ بِيَدِ بَتْرَاءَ، وَخَرَجَتَا مِنَ الْمَرْكَبَةِ مَعًا.
قَالَتْ يَاسَمِيْنُ: مَا أَضْخَمَ هَذِهِ الْأَشْجَارَ!
وَمَا أَعْلَاهَا كُلَّ شَيْءٍ هُنَا عِمْلَاقَ، حَتَّى الحشائش وَالثَّمَارُ وَالْأَزْهَارُ سَأَذْهَبُ لِأَكْتَشِفَ الْغَابَةَ الْعَجِيْبَةَ، وَأَبْحَثُ عَمَّنْ يُسَاعِدَنَا فِي إِصْلَاحِ مَا أَصَابَ الْمَرْكَبَةَ مِنْ أَضْرَارٍ.
قَالَتْ بَتْرَاءُ: وَأَنَا سَأَنْتَظِرُكِ هُنَا بِجَانِبِ مَرْكَبَةِ الْفَضَاءِ.
ذَهَبَتْ يَا سَمِيْنُ تَسِيْرُ بَيْنَ الْأَشْجَارِ، أَحْيَانًا تَتَسَلَّقُ بَعْضَ الْأَزْهَارِ ... وَأَحْيَانًا بَعْضَ الثَّمَارِ.
مِنْ بَعِيْدِ اهْتَزْتِ الْأَرْضُ، وَسَمِعَتْ يَاسَمِيْنُ صَوْتَ دَبِيْبِ أَقْدَامٍ عَظِيمًا يَعْلُوْ وَيَعْلُوْ وَيَعْلُوْ بؤووم ... بُؤووم ... بُؤووم .
نَظَرَتْ يَاسَمِينُ أَمَامَهَا؛ فَإِذَا بِوَحْشِ يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الْأَشْجَارِ الْكَثِيفَةِ ... كَانَ عِمْلَاقًا بِعَيْنِ وَاحِدَةٍ .. أزرق اللون، وَلَهُ فَرْوَةً سَمِيْكَةٌ.
ابْتَسَمَ الْعِمْلَاقُ وَقَالَ: (هَابُوجًا أَبَاجَا!) ...
فَزِعَتْ يَاسَمِيْنَ وَصَاحَتْ: يَا إِلَهِي وَحَشَ وَحَشَ مَرْعِب وَخَطِيْرًا وَذَهَبَتْ تَرْكُضُ وَتَرْكُضُ فِي الْغَابَةِ، فَهَيَ لَمْ تَسْمَعْ عَنْ وَحُشِ كَهَذَا إِلَّا فِي الْأَسَاطِيرِ!
حَرْنَ الْوَحْشَ ذُو الْفَرْوَةِ الزَّرْقَاءِ، وَأَكْمَلَ الْمَسِيرَ حَتَّى وَجَدَ الْمَرْكَبَةَ الْفَضَائِيَّةَ، حَيْثُ كَانَتْ بَتْرَاءُ تَجْلِسُ بِجَانِبِهَا غَارِقَةً فِي التَّفْكِيْرِ.
بوووم ... بوووم ... بُوُووم ...
وَقَفَ الْوَحْشُ أَمَامَ بَتْرَاءَ وَقَالَ: هَابُوجًا أَبَاجَا!
قَالَتْ بَتْرَاءُ: مَرْحَبًا أَيُّهَا الْعِمْلَاقُ، لَا شَكٍّ فِي أَنكَ تَرَانِي صَغِيرَةً كَالذُّبَابَةِ.
أَنَا اسْمِيَ بَتْرَاءُ، وَأُخْتِي اسْمُهَا يَاسَمِيْنَ، وَقَدْ ذَهَبَتْ قَبْلَ قَلِيْلِ لِتَبْحَثَ عَنْ مُسَاعَدَةٍ وَتَكْتَشِفَ الْغَابَةَ.
قَالَ الْوَحْشَ : أَنَا اسْمِي دَحْدُولٌ ، ثُمَّ تَابَعَ وَقَالَ: رَأَيْتُ أُخْتَكِ فِي الْغَابَةِ، وَلَكِنْ حِيْنَ رَأَتْنِي فَرَّتْ هَارِبَةَ كَالنِّعَامَةِ.
أَنْتِ أَوَّلُ كَائِنِ بَشَرِي لَا يَفِرُ مِنِّي حِيْنَ يَرَانِي، ثُمَّ دَنَا مِنْ بَتْرَاءَ وَأَضَافَ: تَبْدِينَ لَطِيفَةً جِدًا، مَا الَّذِي جَاءَ بِكُمَا إِلَى كَوْكَبِنَا؟
أَجَابَتْ بَتْرَاءُ: خَلَلٌ مَا أَصَابَ مَرْكَبَتَنَا.
قَالَ دَحْدُولَ: أَنَا أَجِيْدُ إِصْلَاحَ الْمَرْكَبَاتِ الْفَضَائِيَّةِ لَكِنْنِي بِحَاجَةٍ إِلَى أَدَوَاتِ كَهْرَبَائِيَّةٍ ... عَلَيْنَا أَنْ نَذْهَبَ إِلَى قَرْيَتِي لِإِحْضَارِهَا ... هَيَّا عَلَى ذِرَاعِي تَسَلِّقِي وَعَلَى كتفي اجلسي.
تَحَسَّسَتْ بَتْرَاءُ طَريقَهَا ، وَصَعَدَتْ عَلَى ذِرَاعٍ دَحْدُولِ ... ثُمَّ .
تَشَبْثَتْ بِفَرْوَتِهِ وَتَسَلَّقَتْ وَتَسَلْقَتْ حَتَّى إِلَى كَتِفِهِ وَصَلَتْ، وَبِجَانِبِ أُذُنِهِ جَلَسَتْ.
وَبَعْدَئِذٍ، انْطَلَقَ دَحْدُولٌ يَسِيرُ نَحْوَ الْقَرْيَةِ ... بوووم ... بوووم ... بُوووم قَالَتْ بَتْرَاءُ بِصَوْتِ مُنْخَفِضْ عَلَيَّ أَنْ أُخْبِرَ يَاسَمِيْنَ بِوَجْهَتِي.
آه ... جِهَازُ الْاتِصَالِ كَانَ مُقْفَلًا... وَلِهَذَا لَمْ تَسْتَطِعْ يَاسَمِيْنُ الْاتِصَالَ بي.
مَا إِنْ أَدَارَتْ بَتْرَاءُ جِهَازَ الْاتِصَالِ حَتَّى سَمِعَتْ يَا سَمِيْنَ تَصِيحُ بَتْرَااااءُ، أَيْنَ أَنتِ؟
أَيْنَ كُنْتِ ؟
احْذَرِي؛ فَهُنَاكَ وَحْشُ عِمْلَاقٌ أَزْرَقُ اللَّوْنِ ... بِعَيْنِ وَاحِدَةٍ ...
اهْرُ بَيْنِي وَاخْتَبئِيييي .
يَبْدُو أَنَّهُ وَحَشَ خَطِيرٌ خَطِيْرُ خَطِيْيييييير!
وَضَعَ دَحْدُولُ يَدَهُ عَلَى جَبينِهِ، وَهَزَّ رَأْسَهُ مُتَنَهَدًا ، وَقَالَ: اووووف ... مَا قُلْتُ لَهَا إِلَّا مَرْحَبًا بِلْغَتِنَا.
قَالَتْ بَتْرَاءُ: دَعْكِ مِنَ الْاِخْتِبَاءِ يَا يَاسَمِيْنُ؛ إِنَّهُ عِمْلَاقٌ لَطِيفٌ اسْمُهُ دَحْدُولَ، وَهَا أَنَا أَجْلِسَ عَلَى كتِفِهِ فِي طَرِيقِنَا لِنُحْضِرَ عُدَّةَ تَصْلِيح كَهْرَبَائِيَّةً؛ حَتَّى يُصَلَّحَ لَنَا الْمَرْكَبَةَ الْفَضَائِيَّةَ.
صَاحَتْ يَاسَمِيْنُ: عَلَى كَتِفِهِ!
لَكِنَّهُ عِمْلَاقٌ شَكْلُهُ مُخِيفٌ، وَقالَ لِي: هَابُوجَا أَبَاجَا!
ابْتَسَمَتْ بَتْرَاءُ وَقَالَتْ: نَعَمْ، عَلَى كَتِفِهِ، وَهَابُوجًا أَبَاجًا كَانَتْ مُجَرِّدَ تَحِيَّةٍ.
هَيَا، حَدِدِي مَوْقِعِي وَانْضَمِي إِلَيْنَا وَلَا تَتَأَخْرِي.
بِضْعُ دَقَائِقَ مَضَتْ، وَجَدَتْ يَا سَمِيْنُ بَتْرَاءَ، وَمِنْ دَحْدُولِ الْوَدُوْدِ اعْتَذَرَتْ، ثُمَّ عَلَيْهِ تَسَلَّقَتْ، وَعَلَى كَتِفِهِ الْآخَر جَلَسَتْ.
وَعِنْدَ نِهَايَةِ الْغَابَةِ ... ظَهَرَتْ قَرْيَةُ الْعَمَالِقَة.
قَالَتْ يَاسَمِيْنُ: يَاااااا، يَا لَلرَّوْعَةِ!
يَا لَهَا مِنْ قَرْيَةٍ غَرِيْبَةٍ أَهَذِهِ قَرْيَةً أَمْ مَدِينَةُ أَلْعَابِ عَجِيْبَةً؟
قَالَ دَحْدُولٌ: اذْهَبَا وَاكْتَشِفَا الْقَرْيَةَ؛ فَهْيَ هَادِئَةٌ عِنْدَ الصَّبَاحِ ... أَمَّا أَنَا فَسَأَذْهَبُ لِأَبْحَثَ عَنْ عُدَّةِ الْإِصْلَاحِ.
يَاسَمِيْنُ عَنْ كَتِفِ دَحْدُولِ إِلَى الْأَرْضِ قَفَزَتْ، وَمَدَّتْ يَدَهَا لِتُسَاعِدَ بَتْرَاءَ الَّتِي بِحَذَرٍ وَبِبُطْءٍ شَدِيدٍ نَزَلَتْ.
يَدًا بِيَدِ سَارَتَا فِي الْقَرْيَةِ، وَكُلُّ الْعَمَالِقَةِ بِأَشْكَالِهِم الْغَرِيْبَةِ كَانُوا لَهُمَا يَبْتَسِمُوْنَ، وَيُلْقُوْنَ عَلَيْهِمَا التَّحِيَّةَ، وَبِأَيْدِيهِمْ يُلَوحُونَ.
قَالَتْ يَاسَمِيْنُ مُتَعَجَبَةً: مَا أَلْطَفَهُمْ وَمَا أَجْمَلَ هَذَا الْمَكَانَ عَجَلَةً عَظِيمَةٌ تَدُورُ وَعَلَيْهَا مَنَازِلُ مُعَلِّقَةً فِي كُلِّ مَكَانٍ!
بُيُوتُ بَعْضُهَا يَعُوْمُ عَلَى الْمَاءِ، وَبَعْضُهَا مُعَلِّقٌ فِي السَّمَاءِ!
وَبَيْنَمَا كَانَتَا تَتَنَزُهَانِ بَيْنَ الْبَسَاتِيْنِ وَالْحَدَائِقِ ... لَوْحَ إِلَيْهِمَا دَحْدُولُ مِنْ بَعِيْدِ، وَنَادَى بِابْتِسَامَةِ: هَيًا، تَعَالَيَا وَارْكَبَا عَلَى كَتِفِي ... فَهَا هِيَ عَدَتِي الْكَهْرُبَائِيَّةُ أَحْمِلُهَا بِيَدِي.
عِنْدَ الْمَرْكَبَةِ، ذَهَبَ دَحْدُولٌ يُفَكّكُ وَيُرَكِبُ ... يُرَكِبُ وَيُفَكّك... حَتَّى أَخيْرًا قَالَ: أَدِيْرِي يَا يَاسَمِينُ الْمُحَرَكَ.
مَا إِنْ أَدَارَتْ يَاسَمِيْنُ الْمُحَرَكَ حَتَّى قَالَتْ بَتْرَاءُ: ممممممممم !
انتَظِرَا قَلِيْلًا، مَعَ أَنَّ الْمُحَرَكَ بَدَا يَدُورُ إِلَّا أَنْنِي أَسْمَعُ فِيْهِ صَوْتَ قَرْقَعَةٍ.
قَالَ دَحْدُولُ لِبَتْرَاءَ: كَيْفَ اسْتَطَعْتِ أَنْ تَسْمَعِي صَوْتَ قَرْقَعَةِ مَعَ كُلَّ هَذِهِ الطَّقْطَقَةِ؟
قَالَتْ بَتْرَاءُ: لَعَلَّ سَمْعِي حَادٌ؛ لِأُنْنِي لَا أَرَى.
قَالَ دَحْدُولُ: لَا تَرَيْنَ وَلَكِنْ حِيْنَ الْتَقَيْنَا قُلْت : مَرْحَبًا أَيُّهَا الْعِمْلَاقُ؟
كَيْفَ عَرَفْتِ أَنْنِي عِمْلَاقٌ وَلِمَاذَا لَمْ تَخَافِيَ وَلَمْ تَهْرُبِي؟
ابْتَسَمَتْ بَتْرَاءُ وَقَالَتْ: بوووم ... بوووم ... بُوُووم ... لَا تَصْدَرُ إِلَّا عَنْ عِمْلَاقٍ مِثْلِكَ.
أَنْصَتُ جَيْدًا إِلَى دَقَاتِ قَلْبِكَ الْهَادِئَةِ، وَإِلَى صَوْتِكَ اللَّطِيفِ، مَا شَعَرْتُ بِالْخَطَرِ؛ فَمَا خِفْتُ وَمَا هَرَبْتُ.
قَالَ دَحْدُولٌ لِبَتْرَاءَ: مممم ... أَنْتِ فِي مُنْتَهَى الشَّجَاعَةِ وَالذَّكَاءِ، وَلَكِنَّ الصَّوْتَ الَّذِي سَمِعْتِهِ مِنَ الْمُحَرَكِ، كَانَ صَوْتَ مَعِدَتِي الَّتِي تَنْتَظِرُ الْغَدَاءَ.
ضَحِكُوا جَمِيعًا ثُمَّ قَالَتْ يَاسَمِيْنَ الْآنَ، أَصْبَحَ لِي وَلِبَتْرَاء عَلَى الْكَوْكَبِ الْأَخْضَرِ الْكَثِيرُ مِنَ الْأَصْدِقَاءِ، وَأَظُنُّ أَنَّنَا سَنَعُوْدُ إِلَى هُنَا مَرْةَ أُخْرَى يَوْمَ الثَّلَاثَاءِ أَوِ الْأَرْبِعَاءِ، وَلَكِنْ لَا بُدَّ لَنَا الْآنَ مِنَ الذَّهَابِ قَبْلَ أَنْ يَفُوْتَنَا مَوْعِدُ تَنَاوُلِ الْعَشَاءِ.
قَالَتْ بَتْرَاءُ: بَعْدَ يَوْمَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ، سَنَعُوْدُ إِلَى الْفَضَاءِ فِي رِحْلَةٍ جَدِيدَةٍ؛ لِنَزُوْرَ الْكَوْكَبَ مَسَرَّةَ بِمُغَامَرَةِ أُخْرَى عَجَيْبَةٍ.