رجال حول الرسول أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم

رجال حول الرسول أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم

رجال حول الرسول أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم

يسعدنا أن نقدم لأطفالنا سلسلة قصص بعنوان رجال حول الرسول وشخصية اليوم هو أسامة بن زيد رضي الله عنه.

استقبل أحمد صدیقیه عبد الله وعبد الرحمن، وبعد رد السلام قال:

تفضلوا فإن أبي في انتظارنا جميعا مع شقيقتي فاطمة.

قال عبد الله: هل تأخرنا؟

قال أحمد: لا، ولكن اليوم الجمعة وأبي لا يخرج إلا للصلاة، وكما تعلمون اليوم إجازته الأسبوعية..

دخلوا جميعا إلى حجرة مكتب الشيخ إسماعيل الذي قام واستقبلهم بالترحاب ثم طلب من الجميع الجلوس والانتباه.

من يكون؟

ثم قال:

يا أبنائي هل سمعتم عن أم أيمن الصحابية المعروفة باسم بركة.

وهي التي تولت رعاية النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاة أمه آمنة بنت وهب، والتي أحبها النبي صلى الله عليه وسلم حبا عظيما.

وقال عنها: هي أمي بعد أمي وبقية أهل بيتي.

قال عبد الرحمن: نعم جميعا نعلم ذلك.

قال الشيخ: عظيم.. إن أم أيمن هي زوجة سيدنا زید ابن حارثة، حب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي تبناه النبي في الجاهلية وأصبح اسمه، زید ابن محمد صلى الله عليه وسلم حتى بعثه الله.

وحرم التبني فعاد إليه اسمه زید بن حارثة، ولكنه ظل قريبا من قلب النبي صلى الله عليه وسلم.

قالت فاطمة: نعم يا أبي لقد سمعت هذا من مدرسة التربية الدينية أمس.

قال الشيخ: حسنا.. دعوني أسألكم سؤالا، إذا كانت أم أيمن ولها ما لها من مكانة عظيمة في قلب النبي زوجة لسيدنا زید وكما كانوا يقولون عنه هو حب رسول الله له.

والسؤال هو.. ماذا تعتقدون رد فعل النبي صلى الله عليه وسلم عندما يعلم بخبر میلاد أول مولود لهما؟

قال أحمد نيابة عن الجميع سوف يكون أسعد خبر على قلب النبي صلى الله عليه وسلم، وسوف يسر بذلك سرورا عظيما.

قال الشيخ: نعم يا أبنائي..

أسامة بن زيد

هذا ما حدث وسمي هذا المولود أسامة بن زيد وأحبه النبي صلى الله عليه وسلم حبا جما حتى لقب بأنه الحب بن الحب.

وهذا هو شخصية اليوم من الصحابة وهو محور حديثنا اليوم إن شاء الله تعالی.

واستطرد الشيخ إسماعيل يروي فماذا قال؟

أبنائي الصغار ..

إن محبة النبي صلى الله عليه وسلم لسيدنا أسامة تفوق الوصف فقد كان مقاربا في السن من ابن ابنته فاطمة الزهراء، وهو الحسن بن علي رضي الله عنهما.

وكان أسامة أسود البشرة شبيها بوالديه بينما سیدنا الحسن، أبيض مشرق الوجه شبيها بالنبي صلى الله عليه وسلم.

ولكن النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا العدل بين الأبناء والرحمة بالصغار فقد كان يأخذ أسامة، فيضعه على إحدى فخذيه وسيدنا الحسن على فخذه الآخر ثم يضمهما إلى صدره في حنان ويقول: “اللهم إني أحبهما فأحبهما”.

ورآه يوما أمام باب بيته وقد أصيبت رأسه وسال الدم من جرح بها فأشار لعائشة رضي الله عنها أن تزيل الدم من جرحه فلم تطب نفسها بذلك لسواد بشرته، فقام النبي صلى الله عليه وسلم وفعل ذلك بنفسه وهو يطيب خاطره بكلمات تذوب حبا وحنانا.

شجاعة أسامة

أما عن شجاعته ففيما يروى عنه أنه كان كأبيه زید بن حارثة شجاعا وذكيا.

وعندما أراد المسلمون الجهاد في غزوة أحد جاء أسامة مع صبيان الصحابة يريدون الجهاد في سبيل الله.

فنظر إليهم النبي صلى الله عليه وسلم وأخذ من وجده مناسبا ورد الباقين لصغر سنهم.

ومن بينهم سیدنا أسامة، فرجع وعيناه تدمع ألما وحسرة.

إنه يا أبنائي.. لا يبكي لأنه منعه من اللعب واللهو بل منعه من الجهاد في سبيل الله بالنفس.. هذا ما أبكاه!

إن قلب أسامة كان عامر بحب الله ورسوله لذلك لم ييأس أبدا.

وفي غزوة الخندق جاءته الفرصة مع فتيان الصحابة وأخذ يشد قامته ويرفع رجليه حتى يجيزه النبي صلى الله عليه وسلم فأجازه وحمل السيف ليحارب أعداء الله وكان عمرة يومئذ ۱۰ سنين.

وفي غزوة مؤتة كان أسامة يحارب بجانب أبيه زید بن حارثة، وعمره 18 سنة فرأى أمام عينيه أباه يستشهد وكان قائدا

للجيش فتولى القيادة بعده جعفر بن أبي طالب، فاستشهد ثم تولى عبد الله بن رواحة، القيادة فلحق بصاحبيه فتولى القيادة خالد بن الوليد بحنكته.

وسيدنا أسامة يحارب بشجاعة تحت قيادة كل هؤلاء الفرسان ويبلى بلاء حسنا شهد له الجميع رضي الله عنهم أجمعين.

القائد الشاب

فماذا كانت نتيجة هذه الشجاعة لشاب في مثل عمر أسامة، لم يتجاوز العشرين عاما.

حدث أمر لا يصدقه عقل، ولكنها الحقيقة التاريخية التي يجب أن تسجل لقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم أسامة قائدا عاما لجيش المسلمين الغزو الروم وكانت دولة عظيمة وعلى أعلى مستوى تدريبي وتسليحي.

جعله يا أبنائي قائدا للجيش وعمره لا يتجاوز عشرين سنة، وفي جيش المسلمين جهابذة الصحابة كأبي بكر وعمر بن الخطاب وأبي عبيدة ابن الجراح وسعد بن أبي وقاص وغيرهم.

ألم أقل إنه شيء لا يصدقه عقل، وبينما الجيش يستعد انتقل النبي صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى.

ولما تولى سيدنا أبو بكر الخلافة اعترض البعض على أن يتولى أسامة قيادة الجيش حتى أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه حمل هذا الرأي لخليفة رسول الله…

فماذا حدث يا أبنائي؟

لقد غضب بشدة وقال لعمر بن الخطاب رضي الله عنه ثكلتك أمك يا ابن الخطاب ولاه الرسول صلى الله عليه وسلم وتأمرني أن أعزله والله لا يكون ذلك.

وانطلق أسامة بالجيش كما كان مخطط له قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وكان عند حسن الظن به.

وانهزمت الروم هزيمة فادحة على يد المسلمين وغنموا غنائم كثيرة.

لم تحدث من قبل مما زاد من مكانة أسامة ونال احترام الجميع من كبار الصحابة.

حب عمر لزيد

وتمر الأيام یا أبنائي ويموت خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم سیدنا أبو بكر الصديق.

وأصبح عمر بن الخطاب أميرا للمؤمنين، وجعل لكل صحابي مرتبا من بيت المال وأعطى سيدنا أسامة مرتبا أكبر من ابنه عبد الله.

مما جعل عبد الله بن عمر، يتساءل على سبيل الاستفسار عن السبب فقال لأبيه:

يا أبت فرضت لأسامة، أربعة آلاف وفرضت إلي ثلاثة آلاف وما كان لأبيه من الفضل أكثر ما كان لك وليس له من الفضل أكثر مما لي.

فماذا قال عمر؟ لقد قال في حق أسامة كلاما رائعا.

قال لابنه عبد الله :

كان أبيه أحب إلى رسول الله من أبيك، وكان هو أحب إلى رسول الله منك، فرضي عبد الله بن عمر، بما أعطاه أبوه.

وكلما رأی عمر بن الخطاب رضي الله عنه أسامة، يقول: مرحبا بأميري..

فيتعجب الفاروق أمير المؤمنين ينادي على هذا الشاب بأميري.

فيبتسم عمر بن الخطاب، ويقول: لقد أمره على رسول الله.

نعم يا أبنائي

إنها قصة شاب أحبه النبي صلى الله عليه وسلم وأحب أباه من قبله فلقبوه بالحب بن الحب أسامة بن زيد رضي الله عنهما.

اقرأ أيضا القصص الآتية:

عبدالله بن مسعود

زيد بن حارثة 

عمار بن ياسر 

بلال بن رباح 

أسامة بن زيد 

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال