رجال حول الرسول عمار بن ياسر صاحب القلب المؤمن

رجال حول الرسول عمار بن ياسر صاحب القلب المؤمن

رجال حول الرسول عمار بن ياسر

يسعدنا أن نقدم لأطفالنا سلسلة قصص بعنوان رجال حول الرسول وشخصية اليوم هو عمار بن ياسر رضي الله عنه.

جلس الأطفال في مكتب الشيخ إسماعيل الذي كان يتصفح بعض الأوراق ثم جمعها ورتبها ونحاها جانبا ونظر إليهم وقال:

يا أبنائی …

حديثنا اليوم عن شخصية عظيمة تنتمي لأسرة عظيمة دعا لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة..

من يكون؟

دعوني أختبر معلوماتكم الدينية فأبوه هو ” ياسر بن عامر ” وهو صحابي جليل جاء إلى مكة قبل إسلامه يبحث عن أخ له.

فلما لم يجده أحب مكة وطاب له المقام فيها، ولما كان من المستضعفين في الأرض لا حول له ولا قوة في مجتمع لا يعترف إلا بالقوة والمال فكان لا بد أن يدخل في حلف من الأحلاف.

ليدخل تحت حماية من لهم القوة والنفوذ من سادات قريش وزعمائها على أن يدين له بالسمع والطاعة.

وهذا ما حدث مع « ياسر ابن عامر » فقد حالف « أبا حذيفة بن المغيرة » من بني مخزوم ، والذي رأى فيه من الصفات والشمائل وكرم الأخلاق ما جعله يحبه ويزوجه من جارية له اسمها «سمية بنت خياط » وكان من ثمرة هذا الزواج الصحابي الذي سوف نتحدث عنه اليوم فهل عرفتموه؟

إنه عمار بن ياسر

رفع « عبد الله » يده يستأذن الشيخ للإجابة فأذن له فقال: إنه الصحابي الجليل عمار بن ياسر ، رضي الله عنهما.

قال الشيخ: نعم يا ولدي .. أحسنت إنه عمار بن ياسر وأسرته

لهم قصة عظيمة في الصبر والصمود ستظل خالدة في القلوب إلى أن يرث الله الأرض وما عليها.

والآن اسمعوني جيدا، وبدأ الشيخ إسماعيل يقص على الأطفال قصة عمار بن ياسر وأسرته فماذا قال الشيخ؟

قصة أسرة عمار

قال: يا أبنائي لقد عاش عمار ووالديه تحت حماية  أبي حذيفة ابن المغيرة عيشة راضية، وتمر الأيام ويصبح عمارا شابا قويا.

فلما بعث الله نبينا صلى الله عليه وسلم وأمره بإنذار عشيرته سمع عمار أخبار الدعوة الجديدة التي تدعوا إلى توحيد الله وإخلاص العبودية لله سبحانه.

فشرح الله لها قلبه وعقله وذهب إلى دار الأرقم بن أبي الأرقم المقر الذي يجتمع فيه النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه في بداية الدعوة.

ثم عاد إلى أمه فأخبرها ودعاها إلى الإسلام فأسلمت، وفعل نفس الشيء مع أبيه فأسلم.

تعذيب أسرة عمار

إنها قلوب متعطشة للإيمان والحق، وانتشر خبر إسلام آل ياسر إلى بني مخزوم الذي كانت تظلهم حمايتهم فغضبوا غضبا شديدا وقاموا بتعذيبهم ليرتدوا عن دين محمد.

کانت يا أبنائي أسرة لا حول لها ولا قوة إلا بالله فاستسلمت لمصيرها وقضاء الله وقدره ليختبر إيمانهم وصبرهم.

وتعرضت الأسرة لتعذيب بشع وشديد فقد كانوا يأخذونهم ويلبسونهم دروع من الحديد.

ثم يجعلوهم تحت أشعة الشمس الحارقة ساعات طويلة تحرق جلودهم، مع منعهم من الماء وضربهم بالسياط يفعلون ذلك كل يوم.

وفي أثناء ذلك يمر النبي صلى الله عليه وسلم ولا يستطيع أن يفعل لهم شيئا فقد كان المسلمين قلة، فتأخذه الشفقة والرحمة والحنان بهم فيقول:

“صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنة”.

استشهاد ياسر وزوجته

ومن شدة العذاب مات ياسر والد عمار وهو يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وهو أول شهيد في الإسلام.

أما أمه سمية، فقد سبها أبو جهل، وكان رجلا كافرا غليظ القلب فوصفها بأفحش الأقوال، فلم ترد عليه أم عمار فاغتاظ وأخذ رمحه وقتلها فكانت أول شهيدة في الإسلام رحمهما الله تعالى ورضي عنهما.

قال الشيخ:

وهكذا يا أبنائي لم يبق إلا بطلنا عمار الذي رأى بعينيه موت أبويه فلم يؤثر ذلك في عزيمته وصبره وثباته على قول لا إله إلا الله محمد رسول الله.

قلب عمار مطمئن بالايمان

ولكن الكفار عرضوه لأنواع من العذاب لا طاقة لبشر بها للدرجة التي لم يعرف فيها ما يقول.

وفي يوم من الأيام يمر النبي صلى الله عليه وسلم عليه ليطمئن عليه ويدعو له فوجده حزينا يبكي.

فقال: ما بك يا عمار؟

قال عمار: عذبت حتى نالني الجهد وذكرت آلهتهم بخير.

فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: وكيف تجد قلبك يا عمار؟

قال عمار: أجده مطمئنا يا رسول الله.

فقال صلى الله عليه وسلم: لا عليك .. وإن عادوا إلى مثلها فعد إلى مثل ما قلت.

ثم أكرم الله عمارا وأنزل فيه قرآنا فقال تعالى: (مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) [النحل: 106].

وهذا من عظمة ديننا يا أبنائي أن من أكره على شيء وقلبه مطمئن بالإيمان فلا يحاسبه الله عليه..

هجرة عمار

أبنائي الأحباب..

لقد صمد عمار على التعذيب حتى حل التعب والإجهاد بجلاديه فتركوه، ولما أذن النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه بالهجرة إلى المدينة حيث الأمان وقوم يحبهم الله ويحبونه، هاجر عمار مع من هاجر من الصحابة.

ولما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم للمدينة فرح به عمار كما يفرح الحبيب بلقاء حبيبه ولازمه فكان لا يفارقه.

وبادله النبي صلى الله عليه وسلم حبا بحب فكان إذا أقبل عمار عليه يقول جاء الطيب.

وقال عنه أيضا: «من عادی عمارا عاداه الله ومن أبغض عمارا أبغضه الله». وذلك عندما وقع بينه وبين خالد بن الوليد رضي الله عنه خلاف بسيط فأسرع خالد إليه يعتذر بعد الذي قاله النبي صلى الله عليه وسلم حتى لا يتعرض لبغض الله ورسوله.

استشهاد عمار

والجدير بالذكر يا أبنائي أن النبي صلى الله عليه وسلم تنبأ باستشهاد عمار فقال: “ويح ابن سمية تقتله الفئة الباغية”.

وقد حدث هذا ومات شهيدا في الخلاف الذي نشأ بين سيدنا معاوية وسيدنا علي رضي الله عنهما.

وكان عمره في ذلك الوقت 93 عاما وهو يقول في لحظاته الأخيرة كمن يعرف نهايته ومصيره: اليوم ألقى الأحبة محمد وصحبه.

ووقع البطل بعد عمر طويل في ميدان القتال شهيدا ليلقى النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ممن سبقوه في نيل الشهادة في مقعد صدق عند مليك مقتدر.

اقرأ أيضا القصص الآتية:

عبدالله بن مسعود

زيد بن حارثة 

عمار بن ياسر 

بلال بن رباح 

أسامة بن زيد 

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال