حكايات عن الرسول الرجل المريض سورة الفاتحة
ما زلنا مع السلسلة القصصية الجديدة بعنوان حكايات عن الرسول وقصة اليوم بعنوان الرجل المريض سورة الفاتحة.
خرج جماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مسافرین ..
وفي الطريق أحسوا بشيء من التعب، فنزلوا على حي من أحياء العرب، وطلبوا من أهل الحي أن يضيفوهم، فرفضوا وكانوا في قمة البخل معهم،
وبات الصحابة في ذلك المكان ولم يجدوا أي كرم من سكان هذا الحي.
وفي تلك الليلة جاء ثعبان أو عقرب فلدغ سید الحي ..
وأخذ الناس يحاولون علاجه بكل الطرق التي يعرفونها فلم يستطيعوا علاجه حتى كاد الرجل أن يموت.
وأخذ سكان الحي يفكرون ماذا يصنعون؟
إلى أن خطر على بالهم أن يلجؤوا إلى هؤلاء الصحابة الكرام الذين نزلوا في هذا الحي.
فذهبوا إليهم وسألوهم: هل فيكم أحد يحسن الرقية؟
فقال الصحابي الجليل أبو سعيد الخدري: نعم إني لأرقی، ولكن والله لقد طلبنا منكم أن تضيفونا فلم تفعلوا، فإذا أردتم مني أن أرقی سید الحي فاجعلوا لنا ثمنا لذلك.
ففكروا في هذا الأمر جيدا حتى اتفقوا في نهاية الأمر على أن يجعلوا لهم قطيعا من الغنم إذا أنقذوا سيد الحي.
وقام أبو سعيد الخدري يرقى هذا الرجل بفاتحة الكتاب حتى قام سيد الحي يمشي بنشاط وحيوية وكأنه لم يصبه شيء.
وقام القوم وأعطوا الصحابة قطيعا من الغنم.
فلما أرادوا أن يقسموا الغنم بينهم قال لهم أبو سعید الخدري: لن نقسم الغنم بيننا حتى نذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فتذكر له الذي حدث وننظر ماذا يأمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نفعله.
فلما ذهبوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم سأل أبا سعید: ما الذي أدراك أن فاتحة الكتاب إذا رقیت بها أحدا فإنها تكون سببا لشفائه – بإذن الله-.
ثم ضحك النبي صلى الله عليه وسلم وقال لهم مازحا: “لقد أصبتم.. فهذا مال حلال اقسموا وأعطوني جزء من مما معكم.
الدروس المستفادة
أولا: أن كرم الضيافة خلق عظیم من أخلاق المسلمين، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم
ضيفه”.
ثانيا: أن سورة الفاتحة من أعظم أسباب الشفاء .. فمن رقی بها مريضا بيقين فيما عند الله فإنه يشفي بإذن الله جل وعلا.
ثالثا: يجوز للراقي أن يأخذ شيئا على ذلك، ولكن دون أن يشترط على الناس أو يجعلها تجارة، بل ينبغي عليه أن يحتسب وأن يطمع في الفوز بالأجر والثواب على تفريج كربات المسلمين؛ فإنه من فرج عن مسلم كربة من رب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة.
رابعا: المسلم يجب عليه أن يتحرى الحلال من الحرام..
ولقد رأينا كيف أن أبا سعید الخدری رضى الله عنه رفض أن يقسم الغنم بينهم حتى يسأل النبي صلى الله عليه وسلم ليتأكد أن هذا المال حلال.