حكايات عن الرسول قصة الرجل الذى احتسب ولده
هيا نقرأ سلسلة قصصية جديدة بعنوان حكايات عن الرسول وقصة اليوم بعنوان الرجل الذي احتسب ولده.
كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب أن يجلس مع أصحابه دائما يعلمهم ويتحدث إليهم ويحل مشكلاتهم ويتفقد أحوالهم، فكان صلى الله عليه وسلم كالوالد لكل أصحابه.
وكان إذا جلس مع أصحابه يأتي إليه رجل ومعه ابن صغير.
فكان الرجل إذا جلس مع النبي صلى الله عليه وسلم يأتيه ابنه فيلاعبه ويدور حوله.. فكان يملأ عليه حياته سعادة وسرورا.
فأحس النبي صلى الله عليه وسلم بهذه العاطفة الجياشة، فسأل هذا الرجل وقال له: أتحبه؟ يعني أتحب ابنك هذا؟
فقال له الرجل: أحبك الله كما أحبه یا رسول الله.
وتمر الأيام السعيدة بسرعة ويموت هذا الولد فيجلس هذا الصحابي في بيته حزينا لموت ولده ولا يذهب لمجلس الرسول صلى الله عليه وسلم.
وبعد أيام سأل عنه النبي صلى الله عليه وسلم وقال لأصحابه: “ما لي لا أرى فلانا؟”.
فقالوا له: لقد مات ابنه الذي رأيته معه.
فحزن النبي صلى الله عليه وسلم وذهب على الفور ليعزى هذا الصحابي.
فلما وصل إليه النبي صلى الله عليه وسلم قال له: “يا فلان أيما كان أحب إليك؟ أن تتمتع به عمرك .. أو لا تأتي إلى باب من أبواب الجنة إلا وجدته قد سبقك إليه يفتحه لك؟”.
فقال الصحابي: يا رسول الله .. بل أحب إلى أن يسبقني إلى باب الجنة فيفتحه لی.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “فذاك لك”.
قام أحد الصحابة وقال: يا رسول الله أله خاصة أم لكلنا؟
فقال صلى الله عليه وسلم: “بل لكلكم”.
الدروس المستفادة من القصة:
أولا: أن المسلم لا بد أن يكون متواضعا ..
وقد رأينا كيف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجلس مع أصحابه ويتواضع لهم مع أنه قائد الأمة ورسول الله صلى الله عليه وسلم ومع ذلك كان سيد المتواضعين.
ثانيا: أن ولد المسلم أغلى عنده من حياته.
ثالثا: أن المسلم لا بد أن يكون رحيما مع أولاده ومع كل من حوله.
رابعا: أن من مات ولده فينبغي عليه أن يحتسبه ليفوز بالأجر والثواب، وليفوز بشفاعة هذا الولد يوم القيامة.
خامسا: أن من علم بأن أحد أقاربه أو أصدقائه أو جيرانه مات عزیز له فينبغي أن يذهب إليه ليعزيه ويواسيه.