رجال حول الرسول سلمان الفارسي الباحث عن السعادة رضى الله عنه

رجال حول الرسول سلمان الفارسي

رجال حول الرسول سلمان الفارسي الباحث عن السعادة رضى الله عنه

يسعدنا أن نقدم لأطفالنا سلسلة قصص بعنوان رجال حول الرسول وشخصية اليوم هو سلمان الفارسي رضي الله عنه.

نظر الشيخ – إسماعيل ، للأطفال وقال:

أبنائي الصغار حديثنا اليوم عن شخصية كانت تبحث عن السعادة الحقيقية فلم تجدها في المال أو الحسب والنسب، وإنما في معرفة الله تعالی..

تعالوا أبنائى الصغار نتحدث عن الباحث عن الحقيقة سيدنا سلمان الفارسي، رضي الله عنه وأرضاه.

قال أحمد: آسف للمقاطعة يا أبي ولكني سمعت أن أباه أحد أمراء الفرس وكان قومه يعبدون النار من دون الله والعياذ بالله رب العالمين.

قال الشيخ: نعم يا بني ومن هنا كانت البداية للهداية ورحلة البحث الطويلة لمعرفة الله تعالى، وأرجو أن لا يقاطعني أحد حتى أنتهي.. اتفقنا.

قالوا جميعا: نعم اتفقنا.

وبدا الشيخ إسماعيل يروي قصة إسلام سیدنا سلمان الفارسي أو الباحث عن الحقيقة فماذا قال؟

أبنائي وأحبابي الصغار..

لقد كان سلمان أحد ذوی الحسب والشرف فقد كان أبوه أميرا من أمراء الفرس الذين يعبدون النار، وطلب منه أبوه أن يجلس أمام النار المقدسة يزودها بالوقود حتى تظل مشتعلة ولا تنطفأ أبدا.

ولقد أعطى الله تعالی سلمان عقلا وذكاءا ليفكر وينظر ويتدبر، فكان يسأل نفسه إذا كانت هذه النار إلها كما يقول أبوه.. فكيف تحتاج إلى من يمدها بالوقود لتظل مشتعلة؟!

رجال حول الرسول سلمان

هل الآلهة تحتاج إلى غيرها..

ظل السؤال حائرا في ذهنه..

وجاءت الفرصة لمعرفة الإجابة.. عندما أرسله أبوه لأمر ما فرأى بعض الرهبان في كنيسة يتعبدون ويصلون بطريقة مختلفة.

أعجبه الأمر ووجده خيرا مما يعبد، وذكر لأبيه هذا وخاف أبوه أن يرتد عن دينه فحبسه في البيت وقيد رجليه حتى لا يهرب.

ولكنه استطاع الهرب وسأل القوم عن أصل هذا الدين وكيف الوصول إليه؟

فدلوه على بلاد الشام منبع الأديان.

فترك ما فيه من رفاهية العيش وفر إلى بلاد الشام في رحلة شاقة وعسيرة ليعرف الحقيقة ليعبد الله على بصيرة من أمره.

فلما وصل سأل عن أفضل رجل من أهل هذا الدين.

فقالوا له: فلان، فذهب إليه وطلب أن يخدمه ليتعلم منه.

وظل معه فوجده رجل سوء يأمر الناس بالصدقة ثم يأخذها لنفسه ولا يعطيها للفقراء والمساكين فأبغضه.

فلما مات أخبرهم بحاله ودلهم على الذهب والأموال.

فجعلوا رجلا مكانه يقوم بأمر دينهم وبقي سلمان يخدمه ليتعلم منه فوجده على خير، ولما حضرته الوفاة طلب منه أن ينصحه إلى من يذهب فدله على راهب آخر فذهب إليه..

وهكذا يا أبنائي سنوات طويلة في خدمة هؤلاء بحثا عن السعادة الحقيقية ولكنه مع ذلك لم يجدها.

واستطاع خلال هذه السنوات أن يدخر بعض المال من خدمة الرهبان فاشترى بعض البقرات والغنم.

رجال حول الرسول سلمان

وتمر الأيام یا أبنائي وآخر من تولى خدمته من الرهبان أدركته المنية فطلب سلمان أن يوصيه بمن يذهب إليه فقال:

يا بني والله ما أعلم أحدا على ظهر الأرض بما كنت عليه ولكن إذا أردت الحقيقة فاذهب إلى بلاد الحجاز فإن هناك رجلا قد بعث واسمه محمد فهو الحق كله اتبع كلامه ولو خالف كلامي كلامه فاتبع كلامه هو وله ثلاث

علامات:

العلامة الأولى: أنه لا يقبل الصدقة.

العلامة الثانية: أنه يقبل الهدية.

أما العلامة الثالثة: أن بين كتفيه خاتم النبوة.

فلما مات ذهب ومعه البقرات والغنم يبحث عن طريق للسفر إلى بلاد الحجاز حيث السعادة الحقيقية فوجد بعض العرب وطلب أن يأخذوه معهم مقابل هذه البقرات والغنم فخدعوه وأخذوها منه بعد وصوله وباعوه كالرقيق لرجل يهودي في المدينة المنورة، وظل فيها في خدمة اليهودي حتى هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إليها.

تناول الشيخ إسماعيل بعض الماء واستطرد قائلا..

وبعد استقرار النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة أسرع سلمان إليه ببعض التمر ليتأكد من العلامات الثلاثة ليدرك إن كان النبي المقصود أم لا.

فجاء للنبي صلى الله عليه وسلم بالتمر وقال: إنك رجل صالح ولك أصحاب غرباء وهذا شيء كان عندي للصدقة فرأيتكم أحق به من غيركم وهو يريد أن ينظر أياكل النبي من الصدقة أم لا.

فدعا النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه فأكلوا ولم يأكل معهم فقال سلمان في نفسه: هذه واحدة.

رجال حول الرسول سلمان

وفي اليوم التالي كرر نفس العمل وقال: إنها هدية.

فطلب النبي صلى الله عليه وسلم من أصحابه أن يأكلوا وأكل معهم.

فقال سلمان: هذه الثانية.

وظل سلمان يلاحق النبي صلى الله عليه وسلم حتى يرى العلامة الثالثة وهي خاتم النبوة بين كتفيه.

وجاءت الفرصة..

في جنازة لميت وبعد الدفن أخذ سلمان يدور حول النبي صلى الله عليه وسلم ليرى الخاتم فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم عرف غرضه فكشف عن كتفه ورأی سلمان خاتم النبوة.

وعندئذ اكتملت الأدلة لمن عنده السعادة الحقيقية فأخذ يبكي بعد سنوات الشقاء والترحال، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بقصته فعجب لها وسره أن يسمعها أصحابه فعجبوا منها أشد العجب.

وهذه يا أبنائي كانت نهاية رحلة البحث عن الحقيقة وعن الإله الحق..

ومواقف سلمان في تواضعه وعبادته كثيرة ولكن يا أبنائي أرى الساعة قد انتهت فتذكروا دائما سلمان الفارسي، الباحث عن الحقيقة حتى وجدها وترك من أجلها حياة الرفاهية والسعادة الزائفة في عبادة النار في بلاد فارس.

اقرأ أيضا القصص الآتية:

عبد الله بن مسعود

زيد بن حارثة

بلال بن رباح

عمار بن ياسر

أنس بن مالك

مسابقة القرآن الكريم الماء في القرآن والسنة

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال