جعفر بن ابي طالب شهيد يطير بجناحين في الجنة مع الملائكة

جعفر بن ابي طالب شهيد يطير بجناحين في الجنة مع الملائكة

جعفر بن ابي طالب شهيد يطير بجناحين في الجنة مع الملائكة

مع صحابي جليل من الرجال الذى كانوا حول رسول الله واليوم مع جعفر بن أبي طالب رضى الله عنه.

حبايبي الحلوين:

ها نحن على موعد مع هذا الصحابي الجليل الذي ملأ الدنيا زهدا وورعا وكرما وطاعة وجهادا فی سبیل الله جل وعلا .

نحن على موعد مع الرجل الذي يشبه خلقه وخلقه خلق وخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم..

إنه صحابي يفرح المساكين عند رؤيته بسبب رحمته وعطفه عليهم.

إنه صاحب النسب الكريم..

ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم جعفر بن أبي طالب رضى الله عنه.

يا لها من صفحة تبهر العقول وتحير الألباب.

إنها صفحة صدق نعيشها مع جعفر بن أبي طالب رضى الله عنه.

إنه أخو على بن أبي طالب الشهيد، علم المجاهدين أبي عبد الله، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم.

تعالوا بنا التعايش بقلوبنا وأرواحنا مع سيرة هذا الصحابي الجليل.

قصة إسلامه:

كان النبي صلى الله عليه وسلم بعد موت جده عبد المطلب في كفالة عمه أبي طالب، وكان أبو طالب فقيرا، فلما دخل النبي صلى الله عليه وسلم بیته دخلت البركة معه إلي بيت عمه أبي طالب.

وتمر الأيام ويكبر النبي صلى الله عليه وسلم فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يخفف الحمل عن عمه أبی طالب، وأن يرد شيئا من جميله، فأخذ علي بن أبي طالب، وجعله في كفالته، أما جعفر بن أبي طالب فقد وقع في كفالة عمه العباس بن عبد المطلب.

ولما بعث النبي صلى الله عليه وسلم ونزل عليه الوحي دعا أهله وأصحابه، فأسلم كثير منهم، وكان من بين من أسلم صاحبه أبو بكر الصديق رضى الله عنه.

فلما أسلم أبو بكر الصديق علم أن الإسلام أمانة عظيمة، فخرج من عند النبي صلى الله عليه وسلم داعيا إلى الله جل وعلا يدعو الناس جميعا إلى جنة الرحمن التي كل ما نتمناه.

فكان من جملة من أسلموا على يديه جعفر بن أبي طالب وزوجته أسماء بنت عمیس، وكان إسلامهما مبكرا قبل أن يدخل الرسول صلى الله عليه وسلم دار الأرقم.

ولما علمت قریش بخبر إسلامهما فلقی جعفر وزوجه من أذى قريش ونكالها ما لا يعلمه إلا الله، ولكنهما صبرا على الأذى والابتلاء.

ففروا إلى الله:

شاهد رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه يعذبون في قريش، فطلب منهم أن يهاجروا لأرض الحبشة، لأنها ملكها عادل لا يظلم.

هاجر المسلمون إلى أرض الحبشة، فكانت أول هجرة في الإسلام، فلما علمت قريش بذلك أرسلوا منهم رجلين إلى النجاشی، فیردهم عليهم، ليفتنوهم في دينهم، ويخرجوهم من دارهم التي اطمأنوا بها وأمنوا فيها؛ فبعثوا عبد الله بن أبي ربيعة وعمرو بن العاص، وجمعوا لهما هدايا للنجاشی ولبطارقته.

لقاؤه مع النجاشي:

لما ذهب عمرو بن العاص وعبد الله بن أبي ربيعة بالهدايا إلى النجاشی وكان عمرو بن العاص ما زال مشركا هو و عبد الله بن أبي ربيعة فاستطاع عمرو بذكائه أن يجذب البطارقة وأن يجعلهم في صفه حتى يكلموا النجاشي في أن يسلمهم المسلمين الذين هاجروا إليه ليعود بهم إلى مكة.

فحدد البطارية موعدا لعمرو مع النجاشي فدخل عمرو وعبد الله على النجاشی ورحب بهم.

فقال له عمرو: أيها الملك إنه قد جاء إلى بلادك غلمان سفهاء فارقوا دین قومهم ولم يدخلوا في دينك، وجاءوا بدين ابتدعوه لا تعرفه نحن ولا أنت، وقد بعثنا إليك فيهم أشراف قومهم من آبائهم وأعمامهم وعشائرهم لتردهم إليهم، فهم أعلى بهم عينا، وأعلم بما عابوا عليهم وعاتبوهم فيه.

فقالت بطارقته حوله: صدقا أيها الملك، قومهم أعلى بهم عيا، وأعلم ما عابوا عليهم، فأسلمهم إليهما فليرداهم إلى بلادهم وقومهم.

فغضب النجاشي غضبا شديدا وقال: لا والله لا أسلم قوما جاورونی ونزلوا بلادي، واختاروني على من سواي حتى أدعوهم فأسألهم عما يقول هذان في أمرهم، فإن كانوا كما يقولان أسلمتهم إليهما، ورددتهم إلى قومهم، وإن كانوا على غير ذلك منعتهم منهما، وأحسنت جوارهم ما جاورونی.

ثم أرسل إلى المسلمين، فدعاهم.

فلما جاءوا وقد دعا النجاشي أساقته فنشروا مصاحفهم حوله.

قال لهم النجاشي: ما الدين الجديد الذي أنتم عليه؟

جعفر يشرح الإسلام

فرد عليه جعفر بن أبي طالب وقال له:

أيها الملك كنا نعبد الأصنام، وتأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، حتى بعث الله إلينا رسولا منا، فدعانا إلى الإيمان بالله، وأمرنا بالصدق وأداء الأمانة، وصلة الرحيم.

ونهانا عن الفواحش وقول الزور وأكل مال اليتيم..

فصدقناه وآمنا به، واتبعناه على ما جاء به من عند الله، فعذبونا علی دیننا ليردونا إلى عبادة الأوثان، فلما نهرونا وظلمونا وضيقوا علينا، خرجنا إلى بلادك، واخترناك على من سواك، ورجونا أن لا نظلم عندك أيها الملك.

فقال له النجاشي: هل معك مما جاء به عن الله من شيء؟

قال له جعفر: نعم.

فقال له النجاشي: فاقرأه على .. فقرأ عليه من سورة مريم.

فبکی والله النجاشي، وبكت أساقفته حين سمعوا ما تلا عليهم، ثم قال لهم النجاشي: إن هذا والذي جاء به عيسي ليخرج من مشكاة واحدة، انطلقا لا والله لا أسلمهم إليكما.

وهكذا استطاع جعفر بن أبي طالب أن يكون سببا في بقاء المسلمين آمنين في بلاد الحبشة.. بل كان بعد ذلك سببا في إسلام النجاشي ملك الحبشة وإسلام عدد كبير من أهل الحبشة.

غدا نلقى الأحبة:

وبعد أن مکث جعفر وزوجه عشر سنوات في رحاب النجاشی آمنين مطمئنين، عاد مرة أخرى إلى المدينة، وأقدامه تسابق الريح من أجل رؤية الحبيب صلى الله عليه وسلم الذي طال والله شوقه إليه، وما إن وصل حتى كان النبي صلى الله عليه وسلم عائدا من فتح خیبر.

فقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم جعفر، وقال: ما أدري بأيهما أنا أسر أبفتح خيبر، أم بقدوم جعفر؟ 

فرحة المساكين بقدوم جعفر:

ولم تكن فرحة المساكن بقدوم جعفر رضى الله عنه بأقل من فرحة رسول الله صلى الله عليه وسلم بقدومه..

كما فرح بقدوم جعفر الفقراء والمساكين لأنه كان أرحم الناس بهم.

ولذا كان أبو هريرة رضى الله عنه يقول عن جعفر: كان أخير الناس للمساکین، جعفر بن أبي طالب: كان ينقلب بنا فيطعمنا ما كان في بيته.

وحان وقت الرحيل:

عرف جعفر من الصحابة الكرام الذين خاضوا مع النبي صلى الله عليه وسلم غزوة بدر وأحد وغيرهما من المعارك الكثير والكثير مما جعله يتلهف شوقا للجهاد في سبيل الله وللفوز بالشهادة.

ولم يطل انتظاره فقد بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية إلى مؤتة في جمادی الأولى من سنة ثمان، واستعمل عليهم زید بن حارثة، وأمرهم صلى الله عليه وسلم: أن يتولى جعفر القيادة إن أصيب زيد.

المفاجأة الكبرى:

لقد خرج الجيش المسلم ..  وذهب النبي صلى الله عليه وسلم يودعهم.

ومضی الجيش في طريقه حتى وصلوا إلى مكان في أرض الشام يسمى (معان)، وإذا بالمفاجأة الكبري في انتظارهم ..

علم المسلمون أن جيش عدوهم قد بلغ مائتي ألف.. في حين أن عددهم لا يزيد عن ثلاثة آلاف مجاهد.

وبدأ القتال:

والتقى في غزوة مؤتة الفريقان .. ثلاثة آلاف صحابي في مقابل مائتي ألف مقاتل ..

حمل راية القتال زياد بن حارثة وظل يقاتل بشجاعة، حتى استشهد.

وحينئذ أخذ الراية جعفر بن أبي طالب وطفق يقاتل قتالا منقطع النظير حتى قطعت يمينه، فأخذه الراية بشماله، ولم يزل بها حتی قطعت يده الشمال، فاحتضنها بعضديه، وظل يحملها حتى استشهد.

ولقد نعي النبي صلى الله عليه وسلم القادة الثلاثة لأصحابه وبشرهم بشهادتهم في سبيل الله.

جعفر يطير بجناحيه في الجنة مع الملائكة:

عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دخلت الجنة البارحة، فنظرت فيها، فإذا جعفر بطير مع الملائكة.

حزن النبي صلى الله عليه وسلم على جعفر:

وهنا يذهب الحبيب صلى الله عليه وسلم إلى أسماء بنت عمیس زوج جعفر ليبلغها خبر استشهاد زوجها ..

ويا له من مشهد يجعل القلوب تبكي الدماء بدل الدموع.

لما رأى النبي صلى الله عليه وسلم أبناء جعفر فبكى رسول الله ثم أخبر زوجته بخبر استشهاده.

وهكذا رحل جعفر بن أبي طالب، ولكن لم ولن ترحيل سيرته العطرة إلى يوم القيامة.

اقرأ أيضا القصص الآتية:

عبد الله بن مسعود

زيد بن حارثة

بلال بن رباح

عمار بن ياسر

أنس بن مالك

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال