قصة غناء الحقيقة قصص واقعية جميلة مكتوبه ومصورة و pdf
نقدم لكم اليوم قصة بعنوان غناء الحقيقة وهي من سلسلة قصص واقعية جميلة القصه مكتوبه ومصورة و pdf يمكن تحميلها من الموقع مجانا.
قصة غناء الحقيقة مكتوبة
مُنْذُ زَمَن طَوِيْلٍ، فِي مَدِينَةٍ كَبِيرَةٍ تُدْعَى جُوْهَانز بيرغ، وُلِدَتْ طِفْلَةٌ.تِلْكَ الطَّفْلَةُ الصَّغِيرَةُ كَانَتْ أَنَا، وَلَقَدْ أَسْمَتَنِي أُمِّي مِيْريَامٍ، مِيْرِيَامٍ مَأْكِيْبَاً.
كانَتْ أُمّي مُمَرِضَةً، لَكِنْها أَيْضًا كَانَتْ تَعْمَلُ فِي تَرْتِيْبٍ وَتَنْظِيْفِ بُيُوتِ الْآخَرِيْنَ.
وَكَانَ مِنَ الصَّعْبِ عَلَى أَمِّي كَسْبُ مَا يَكْفِيْنَا مِنَ الْمَالِ.
لِذَلِكَ بَدَأَتْ بِبَيْعِ عَصِيرٍ مَنْزِلي لِتَحْسِيْنِ وَضْعِنَا الْمَادِي.
لَكِنَّ قَوَانِينَ الْمَدِينَةِ لَمْ تَسْمَحْ بِبَيْعِ الْعَصِيرِ الَّذِي تَصْنَعُهُ أَمِي وَاعْتَبَرَتُهُ مُخَالِفًا لِلْقَانُونِ.
قامَ رِجَالُ الشُّرْطَةِ بِسَجْنِ أُمّي سِتَّةَ أَشْهُرٍ.
كَانَ عُمْرِي حِيْنَهَا ثَمَانِيَةَ عَشْرَ يَوْمًا وَكُنتُ بِحَاجِةٍ لِأُمِّي فَقَامُوا بِإِرْسَالِي إِلَى السِّجْنِ مَعَهَا،
بِالرغم أَنِّي كُنتُ طِفْلَةً رَضِيْعَةً، إِلَّا أَنَّهُمْ أَرْسَلُونِي إِلَى السِّجْنِ.
أَحْبَبْتُ الْغِنَاءَ كَطِفْلَةٍ، وَعِنْدَمَا كَبُرْتُ شَارَكْتُ مَعْ وَالِدَتِي في تَرْتِيبِ بُيُوتِ النَّاسِ.
جَعَلَ الْغِنَاءُ أَثْنَاءَ الْعَمَل الْوَقْتَ يَمُرُ أَسْرَعَ وَالْأَيَّامَ تَبْدُو أَبْهَجَ.
جَعَلَنِي الْغِنَاءُ فَتَأْةً سَعِيْدَةَ لِلْغَايَةِ.
قُمْتُ بِالْغِنَاءِ مَعْ أَصْدِقَائِي فِي الْمَدْرَسَةِ، وَكَانَ الْجَمِيعُ يَشْعُرُ بِالسَّعَادَةِ، فَالْمُوْسِيقَى تَسْتَطِيعُ أَنْ تُوَحِدَنَا.
عِنْدَمَا كُنَّا نُغَنِي كُنَّا نَشْعُرُ بِالْقُوَّةِ وَالشَّجَاعَةِ.
أَخْبَرَنِي النَّاسُ بِأَنَّ صَوْتِيَ جَمِيلٌ وَأَنَّ أَغَانِي مَحْبُوْبَةٌ.
قُمْتُ بِالْغِنَاءِ مَعْ أَشْخَاصٍ آخَرِيْنَ وَانْتَشَرَتْ أَغَأَنِيْنَا حَوْلَ الْعَالَمِ.
كَانَ بَيْتِي يَقَعُ فِي مَدِينَةِ صُوْفْيَا تَأْوُنِ، وَهِي مَرْكَزٌ ثَقَافِي وَمُوْسِيْقِي.
وَكَانَتْ صُوْفِّيَا تَأْوْن مَكَانًا يَسْتَطِيْعُ فِيْهِ سُكَّانُ جَنُوبِ أَفْرِيْقْيَاً الْغِنَاءَ وَالرَّقْصَ بِسَعَادَةِ.
لَكِنْ لَمْ تُعْجِبْ هَذِهِ الْوِحْدَةُ حُكّامَ مَدِينَتِنَا.
لَمْ يُرِدْ حُكّامُ صُوْفِّيَا تَأْوْنِ أَنْ يَتَوَحَّدَ الشَّخْصُ الْأَبْيَضُ مَعَ الْأَسْوَدِ.
كُنْتُ أَعْرِفُ أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ حُسْنِ الخُلْقِ مُعَامَلَةُ النَّاسِ عَلَى حَسَبٍ لَوْنِ بَشَرَتِهِمْ.
لَمْ أُخْفِ أَفَكَارِي الَّتِي تَدْعُو لِلْوِحْدَةِ، لِذَلِكَ قَامَ حُكّامُ صُوْفِّيَا تَأْوْنِ بِطَرْدِي خَارِجَ وَطَنِي، جَنُوبِ أَفْرِيْقْيَا.
وَعِنْدَمَا ذَهَبْتُ لِلْغِنَاءِ فِي أَمْرِيكَا، قِيْلَ لِي أَنَّنِي لَنْ أَسْتَطِيعَ الْعَوْدَةَ إِلَى وَطَنِي.
سَمِعَ العالم بأسره قصتي.
ساعدتْ أَغانيَ وَقِصَّتِي الْعَدِيدَ مِنَ النَّاسِ .
على روية التمييز ضد السود في جنوب أفريقيا، لِذَا قَرَّرْتُ الْمُضِيَّ قُدُمَا فِي الْغِنَاءِ وَنَشْرَ قِصَّتِي عَنْ الظلم في وطني مهما كلفني الأمر.
أَحَبَّ الْجَمِيْعُ غِنَائِي وَرَحْبَتْ فِي عِدَةُ دُوَلٍ، ثُمَّ فُزْتُ بَعْدَهَا بِجَوَائِزَ كَثِيرَةٍ وَغَنَّيْتُ أَمَامَ أَشْخَاصِ مُهِمِّيْنَ حَوْلَ الْعَالَمِ.
أَصْبَحْتُ حَيَاتِي جَمِيْلَةٌ، لَكِنَّ شَيْئًا كَانَ يَنْقُصُها، حَيْثُ أَنَّنِي لَمْ أَسْتَطِعِ الْغِنَاءَ فِي وَطَنِي، وَالنَّاسُ هُنَاكَ لَمْ يَكُونُوا أَحْرَارًا.
لَكِنْ عِنْدَمَا أَصْبَحَ نِيْلْسُوْنُ مَأْنْدِيْلًا رَئّيْسًا لِجَنُوبِ أَفْرِيْقْيَاً، أَشْرَقَ فَجَرُ حَيَاةٍ جَدِيْدَةٍ لِأَهْلِ وَطَنِيْ.
تَوَلَّى أُناسٌ جُدُدٌ حُكْمَ الْبَلَدِ وَأَصْبَحَتِ الْقَوَانِينُ الظَّالِمَةُ شَيْئًا مِنَ الماضي الْبَعِيْدِ.
وَاسْتَطَعْتُ أَخِيْرًا الذَّهَابَ لِبَلَدِي وَالْأَمَلُ يَمْلَأُ قَلْبي.
وَبَعْدَهَا تَمَكَّنْتُ مِنَ الْغِنَاءِ فِي وَطَنِ حُرِّ وَعَادِلٍ.
وَاسْتَمْتَعَ الجَمِيعُ بِأَلْوَانِهِمِ الْمُخْتَلِفَةِ بِالْمُوْسِيقَى.
لَقَدْ سَأَهَمْتُ فِي تَحْقِيقِ هَذَا التَّغْيِيرِ لِأَنَّنِي كُنْتُ شُجَاعَةً.