مع قصة جديدة خيالية و قصيرة تزيد عن 10 اسطر وقصة اليوم بعنوان أكثر أو أقل تحتاج للتخمين وقصة مكتوبه ومصورة و pdf يمكن تحميل الملف مجانا أسفل الصفحة.
قصة أكثر أو أقل؟ تحتاج! للتخمين مكتوبة
هَلْ يُمْكِنُكِ أَنْ تُخْضِرِي فِي اثْنَيْنِ مِنْ جَوْزِ الهِنْدِ مِنْ تِلْكَ السَّلةِ؟
جَرَتْ أُرِيجُ إِلَى الجَانِبِ الْآخَرِ مِنَ الْغُرْفَةِ ، وَعَادَتْ فِي غَمْضَةِ عَيْنِ بِاثْنَتَيْنِ مِنْ جَوْزِ الهِنْدِ.
سُرَّتْ الْأُمُّ وَقَالَت: شُكْرًا لَكِ عَزِيزَي ! يَا لَكِ مِنْ مُسَاعِدَةٍ ! تلألأت أُرِيجُ بِكُلِّ اعْتِزَازِ.
كَانَ الْيَوْمُ حَافِلًا بِرِفَافٍ عَيْهَا سُلْطَان صِدْقِي! وَكَانَتْ لَدَيْهَا مَسْؤُولِيَّةٌ كَبِيرَةٌ بِتَسْلِيم صَنَادِيقِ الحلْوَى إِلَى مِئَةِ ضَيْفٍ بَعْدَ الْغَدَاء.
لَكِنْ، أَيْنَ كَانَتْ صَنَادِيقُ الْحلْوَى؟
صَاحَتْ الْأُمُّ : يَا إِلهِي مَا زَالَتْ الصَّنَادِيقُ فِي غُرْفَةِ الطَّابِقِ الْعُلْوِيَ ! اذْهَبى وَأَحْضِرِيهَا بِسَرْعَةٍ يا جُوجُو، فالضُّيُوفُ عَلَى وَشْكِ الانْتِهَاءِ مِنْ غَذاثهِمْ .
قَالَ صَوْتُ صَغِيرٌ مُتَذَمَرُ : أَمِي! لَمْ تَطْلُي مِنِّي أَبَدًا الْمُسَاعَدَةُ! وَأَنَا جَائِعٌ.
قَالَتْ الأُمُّ بِلُطْفٍ : يُمْكِنُكَ مُسَاعَدَةُ أُخْتِكَ الْكُبْرَى يَا دُودُو، جُوجُو! خُذِيهِ مَعَكِ مِنْ فَضْلِك.
عَبَسَتْ أَرِيجُ.
«لِمَاذَا تَفْعَلُ أُمِّي هَذَا دَائِمًا؟» فَقَدْ كَانَ أَخُوهَا الصَّغِيرُ آدَمُ مُزعجًا جِدًّا لَكِنْ لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ وَقْتُ لِلْجِدَالِ.
نبهتْ أُرِيجُ أَخَاهَا بِعَيْنَيْنِ صَارِمَتَيْنِ : عَلَيْكَ أَنْ تُصْغِيَ إِلَيَّ وَتَفْعَلَ مَا أَطْلُبُهُ مِنْكَ حرفيا يا دُودو!
هَزْ آدَمُ رَأْسَهُ وَقَالَ : سَأَفْعَلُ يَا أُخْتِي! وَعْدٌ !
كَانَتْ فِي رُكْنٍ فِي الطَّابِقِ الْعُلْوِيَ كَوْمَةٌ مِنْ الْحَقَائِبِ الْقُمَاشِيَّةِ.
فَتَحَتْ أَرِيجُ حَقِيبَةٌ.
يُوجَدُ الْعَدِيدُ مِنْ صَنَادِيقِ الحلوى الصَّغِيرَةِ فِي دَاخِلِهَا .
قلقَ آدَمُ جِدًّا وَفَكَّرَ : سَيَسْتَغْرِقُ تَفْرِيغُ كُلِّ الْحَقَائِبِ وَحِسَابُ مِئَةِ صُنْدُوقٍ وَقْتًا طَوِيلًا جِدًا يَا أُخْتِي وَأَنَا جَائِعٌ جِدًّا.
قَالَتْ أُرِيجُ بِعُنْفِ : شششش ! دَعْنِي أفكر !
فَكْرَتْ أَرِيجُ مَلِيًّا .
كَانَ آدَمُ مُحِقًّا .
بِالْفِعْلِ، سَيَسْتَغْرِقُ حِسَابُ مِئَةٍ صُنْدُوقٍ وَقَتَا طَوِيلًا جِدًّا.
وَأَيْضًا لَنْ يَسْتَطِيعُوا أَخَذَ كُلِ الحقائبِ إِلَى الْأَسْفَلِ، فَقَدْ كَانَ هُنَالِكَ الْكَثِيرُ مِنَ الْحَقَائِبِ.
نَظَرَ آدَمُ إِلَى صَنَادِيقِ الحلوى بِشَوْقٍ وَقَالَ : هَلْ يُمْكِنُنِي فَتْحُ وَاحِدٍ؟ أَنَا جَائعُ جِدًّا.
قَالَتْ أُريجُ : لا ! ثم ابْتَسَمَتْ وَقَالَتْ : لَدَيَّ فِكْرَةٌ ! نَحْنُ لَسْنَا فِي حَاجَةٍ إلَى أَنْ تَأْخُذَ مِئَةٌ قِطْعَةٍ مِنْ الحوى بِالصَّبْطِ ! يُمْكِنُنَا أَنْ نَأْخُذَ مِئَةٌ بِالتَّقْرِيبٍ.
سَيَكُونُ ذَلِكَ أَسْرَعَ بكثير.
تَحَيْرِ آدَمُ: بِالتَّقْرِيبِ؟ مَا مَعْنَى هَذَا يَا أُخْتِي؟ قَالَتْ أَرِيجُ : هَذَا يَعْنِي: أَكْثَرُ قَلِيلًا، أَوْ أَقَلُّ قَلِيلًا مِنَ الْعَدَدِ بِالضَّبْطِ .
قَالَ آدَمُ بِهُدُوءٍ : لَكِنْ لَوْ أَخَذْنَا أَقَلَّ مِنْ مِئَةٍ ، فَلَنْ يَكْفِي الجميع.
قَالَتْ أَرِيجُ : لِذَلِكَ سَنَأْخُذُ أَكْثَرَ ! أَمْسَكَ آدَمُ بِضْعَ حَقَائِبٍ.
«حَسَنًا، هَيَّا نَفْعَلُهَا!» بِسُرْعَة ! أَنَا جَائِعُ جِدًّا جدا!»
قَالَتْ أَرِيجُ : انْتَظِرْ يَا سَاذَجُ ! دَعْنِي أُخْبِرْكَ أَوْلًا كَيْفَ سَتَقُومُ بِالتَّقْرِيبِ ! أَفْرَغَتْ أُرِيجُ مِنْ حَقِيبَةٍ وَاحِدَةٍ كُلَّ الصَّنَادِيقِ عَلَى الْأَرْضِيَّةِ وَعَدَّتْهُمْ .
قَالَتْ أَرِيجُ : انْظُرْ يَا دُودُو، تُوجَدُ عَشْرَةٌ صَنَادِيقَ فِي هَذِهِ الْحَقِيبَةِ.
هَزَّ آدَمُ رَأْسَهُ.
أَشَارَتْ أُرِيجُ إِلَى الْحَقَائِبِ الْأُخْرَى «كل الْحَقَائِبِ، تَقْرِيبًا، مِنْ نَفْسِ الْحَجْمِ.
مَاذَا يَعْنِي لَكَ ذَلِكَ؟» هز آدَمُ كَتفَيْهِ.
قَالَتْ أُرِيجُ : إِنَّهُ يَعْنِي أَنَّ كُلَّ حَقِيبَةٍ تَحْتَوِي، تَقْرِيبًا، عَلَى أَكْثَرَ أَوْ أَقَلُّ مِنْ
عَشْرَةِ صَنَادِيقَ مِنَ الحَلْوَى ! قَالَ آدَمُ مُبْتَهِجًا: أوه. هكذا! كُنْتُ أَعْرِفُ.
أَخْفَتْ أَرِيجُ ابْتِسَامَتَها وَقَالَتْ: إِذَنْ، أَخْبِرْنِي .
كَمْ عَدَدُ صَنَادِيقِ الحلوى فِي حَقِيبَتَينِ ؟
قَالَ آدَمُ فَوْرًا : تَقْرِيبًا، أَكْثَرُ أَوْ أَقَلُّ مِن عِشْرِين".
«وَفِي ثَلَاثِ حَقَائبَ؟» بَدَأَ آدَمُ يَبْتَسِمُ.
«تَقْرِيبًا، أَكْثَرُ أَوْ أَقَلُّ مِن ثَلَاثِين.» لَقَدْ فَهِمَ الْأَمْرَ.
«وَفي خَمْسٍ؟» صَاحَ آدَمُ : تَقْرِيبًا، أَكْثَرُ أَوْ أَقَلُّ مِن خَمسِين، وَالْعَدَدُ خَمْسُونَ هُوَ نِصْفُ مَجْمُوع صَنَادِيقِ الحَلْوَى الَّتِي تَحْتَاجُهَا !
۲۰=۲×۱۰
۳۰=۳×۱۰
50=5×10
«نِصْفُ ۱۰۰=۲۱|۰۰=۵۰»
قَالَتْ أَرِيجُ بِإِعجَابِ شَدِيدٍ: ذَلِكَ جَيْدٌ جِدًّا يَا دُودُو ! احمر آدَمُ مِنْ شِدَّةِ سُرُورِهِ .
كَمْ يُجِبُّ أَنْ تَمْدَحَهُ أُخْتُهُ ! قَالَ آدَمُ : هَلْ يُمْكِنُنِي الْآنَ فَتْحُ صُندوق حَدَّقَتْ أُرِيجُ .
قال آدَمُ بِسُرْعَةٍ : أَقْصِدُ، سَوْفَ أَخُذُ خَمْسَ حَقَائِبَ؛ أَيْ تَقْرِيبًا، أكثَرُ أَوْ أَقَلَّ مِنْ خَمْسِينَ صُنْدُوقًا، وَأَنْتِ سَتَأْخُذِين خَمْسًا .
اتْنَقْنَا؟ قَالَتْ أُرِيجُ : لَيْسَ بِهَذِهِ السُّرْعَةِ ! نَحْنُ لَمْ نَعُدُّ الصَّنَادِيقَ فِي كُلِّ حَقِيبَةٍ.
مَاذَا لَوْ كَانَ فِي حَقِيبَةٍ أَوْ حَقِيبَتَيْنِ ثَمَانِيَةً صَنَادِيقَ فَقَط؟ لَّنْ يَكُونَ لَدَيْنَا مَا يَكْفِي الجَمِيعَ إِذَنْ.
تَوَقِّفَ آدَمُ.
كَالعَادَةِ كَانَتْ أُخْتِي مُحِقَّةٌ.
سَأَلَ آدَمُ بَهُدُوء : لِذَا سَنَأْخُذُ إِحْدَى عَشْرَةَ حَقِيبَةً ؟ بِالتَّقْرِيبِ، أَكْثَرُ أَوْ أَقَلَّ مِنْ مِئَةٍ
وعَشْرَةِ صَنَادِيقَ مِنَ الحَلْوى؟
قَالَتْ أَرِيجُ : بِالضَّبْطِ ! سَتَأْخُذُ خَمْسَ حَقَائِبَ وَسَأْخُذُ سِتَّ حقائبَ.
هَيَّا بِسُرْعَةٍ! رَكَضَ الْأَوْلَادُ بِالحَقَائِبِ عَلَى الدَّرَجِ .
كَانَتْ الْأُمُّ تَنْتَظِرُ بِقَلَقٍ، وَارْتَاحَتْ كَثِيرًا عِنْدَمَا رَأَتُهُم.
قَالَتْ الأُمُّ : لَقَدْ كَانَ ذَلِكَ سَرِيعا ! هَلْ أَنتُمْ مُتَأْكدُونَ أَنْ لَدَيْنَا مَا يَكْفِي الْجَمِيعَ؟ قَالَ دُودُو : نَعَمْ يَا أَمِي.
أَنَا مُتَأَكِدٌ جِدًا جدًّا.
وجَائِعٌ جِدًا جدًا جدًا.
عِنْدَمَا غَادَرَ الضُّيُوفُ جَمِيعُهُمْ، احْتَضَنَتْ الْأُمُّ أُرِيجَ وَآدَمَ .
قَالَتْ الْأُمُّ : بِفَضْلِكُمَا، مَرَّ الْيَوْمُ بِسَلَامٍ! ثُمَّ ضَيْقَتْ عَيْنَيْهَا قَائِلَةٌ: لَمْ أَرَكُمَا أَبَدًا تَعْمَلَانِ جَيْدًا مَعًا .
هَلْ ذَلِكَ يَعْنِي أَنَّكُمَا أَخِيرًا تُحِبَّانِ بَعْضَكُمَا؟
ضَحِكَتْ أُرِيجُ وَضَحِكَ آدَمُ، وَرَدَّدَا مَعًا وَهُمَا يَرْكُضَانِ إِلَى الْغَدَاءِ : تَقْرِيبًا أَكْثَر أَوْ أَقَلَ!
لُعْبَةُ التخمين أَسْتَخْدَمَ كُلٌّ مِنْ أَرِيج وَآدَمِ خُدْعَةِ حسابية ذَكِيَّةً، لإنْهَاءِ مَهمَّتِهِما بِسُرْعَةٍ، وَسَمَّيَاهَا: «تَقْرِيبًا أَكْثَر أَوْ أَقَلَّ».
يُطْلِقُ علماء الرياضِيَّاتِ عَلَيْهَا مُصْطَلَحَ «التَّقْدِير».
ما هُوَ التَّقْدِيرُ؟ هَلْ هُوَ مِثْلُ التَّخْمِينِ؟ نَوْعًا مَا لَكِنَّ التَّقْدِير تحميل ذكي.
لِمَاذَا يُعَدُّ التَّقْدِيرُ مُهمَّا ؟ يُساعدكم التقدير في تحدِيدِ الإِجَابَاتِ الخَاطِئَةِ بِسُرْعَةٍ.
لِتَفْتَرِضُ عَلَى سَبِيلِ المَثَالِ أَنَّ لَدَيْكمُ ٣٠ ثَانِيَةً لِلْإِجَابَةِ عَلَى هَذَا السُّؤَالِ :
ا - مَا نَاتج ۱۷ × ۹ ؟
أ - ١٧٢
ب - ١٥٣
ج- ١٨٦
د - ٨٩
أَنتُمْ تَعْرِفُونَ أَنَّ ۱۷ × ۱۰ ۱۷۰ (حَاصِلُ ضَرْبٍ أَيَّ عَدَدٍ فِي عَشَرَةِ هُوَ الْعَدَدُ نَفْسُهُ مُضَافًا إِلَى يَمِينِهِ صِفْرٌ).
إِذَن، نتيجة ۱۷ × ۹ يَجِبُ أَنْ تَكُونَ أَقَلَّ مِن ذَلِكَ.
ذَلِكَ يَعْنِي أَنَّ كُلَّا من الاختيارين (أ) و (ج) خَطأ.
وَيَبْدُو الاخْتِيَارُ (د) صَغِيرًا جدًّا لِيَكُونَ الإِجَابَةَ الصَّحِيحَةَ فَيَجِبُ أَنْ تَكُونَ نتيجة ۱۷ ×٩ أَقْرَبَ إلى ١٧٠ سَتَنْتَقُون إِذَنُ الاخْتِيَارَ (ب).
أَتَرَوْنَ كَيْفَ سَاعَدَكَم التَّقْدِيرُ عَلَى انْتِقَاءِ الْإِجَابَةِ الصَّحِيحَةِ بِبَسَاطَةٍ عَنْ طَرِيقِ تَحْدِيدِ الإِجَابَاتِ الخَاطِئَةِ؟
يُسَاعِدُ التَّقْدِيرُ في تحذِيرَكُمْ مِنْ أَخْطَاءِ الحَياةِ الْوَاقِعِيَّة.
فَعِنْدَمَا يَجْمَعُ صَاحِبُ الدُّكَّانِ فَاتُورَتَكُمْ، ستَعْرِفُونَ فَوْرًا إِذَا حَدَّثَ خَطَأً، لِأَنَّكُمْ قَدْ قَدَّرْتُمَ الْمَبْلَغَ تَقرِيبًا.
يُساعدكم التقديرُ عَلَى حِسَابِ المَسَافَاتِ.
فَلَوْ عَرَفتُم أَنكُم تَقْطَعُونَ مَسَافَةَ ثَلَاثِينَ سم فِي كُلِّ خُطْوَةٍ، وَأَنكُمْ سَتَأْخُذُون ١٨٠٠ خُطوة لِتَتَمَشَّوْا مِن المنزل إلى المَكْتَبَةِ، سَتَسْتَطِيعُونَ تَقْدِيرُ الْمَسَافَةِ بَيْنَهُمَا ۱۸۰۰ × ۳۰ سم = ٥٤٠٠٠ سم = ٥٤٠م وَهِي تَقْرِيبًا نَصْفُ الكيلومتر).
التقْدِيرُ مُمتِعُ .
فَكَمْ حَبَّةٌ مِنَ البَازِيلًاءِ دَاخِلَ نِصْفِ كيلو مِنَ الْقُرُونِ غَيْرِ الْمُقَشْرَةِ ؟ وَكَمْ فِيلًا سَتَضَعُون فَوْقَ بَعْضٍ، كَي تَبْلُغُوا ارْتِفَاعَ سَارِيَةِ الْعَلَمِ ؟ تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَجِدوا إِجَابَاتٍ لِكُلِّ أَنْوَاعِ الْأَسْئِلَةِ الْغَرِيبَةِ بِاسْتِخْدَامٍ عَمَلِيَّةِ التَّقْدِيرِ !
جَرَتْ أُرِيجُ إِلَى الجَانِبِ الْآخَرِ مِنَ الْغُرْفَةِ ، وَعَادَتْ فِي غَمْضَةِ عَيْنِ بِاثْنَتَيْنِ مِنْ جَوْزِ الهِنْدِ.
سُرَّتْ الْأُمُّ وَقَالَت: شُكْرًا لَكِ عَزِيزَي ! يَا لَكِ مِنْ مُسَاعِدَةٍ ! تلألأت أُرِيجُ بِكُلِّ اعْتِزَازِ.
كَانَ الْيَوْمُ حَافِلًا بِرِفَافٍ عَيْهَا سُلْطَان صِدْقِي! وَكَانَتْ لَدَيْهَا مَسْؤُولِيَّةٌ كَبِيرَةٌ بِتَسْلِيم صَنَادِيقِ الحلْوَى إِلَى مِئَةِ ضَيْفٍ بَعْدَ الْغَدَاء.
لَكِنْ، أَيْنَ كَانَتْ صَنَادِيقُ الْحلْوَى؟
صَاحَتْ الْأُمُّ : يَا إِلهِي مَا زَالَتْ الصَّنَادِيقُ فِي غُرْفَةِ الطَّابِقِ الْعُلْوِيَ ! اذْهَبى وَأَحْضِرِيهَا بِسَرْعَةٍ يا جُوجُو، فالضُّيُوفُ عَلَى وَشْكِ الانْتِهَاءِ مِنْ غَذاثهِمْ .
قَالَ صَوْتُ صَغِيرٌ مُتَذَمَرُ : أَمِي! لَمْ تَطْلُي مِنِّي أَبَدًا الْمُسَاعَدَةُ! وَأَنَا جَائِعٌ.
قَالَتْ الأُمُّ بِلُطْفٍ : يُمْكِنُكَ مُسَاعَدَةُ أُخْتِكَ الْكُبْرَى يَا دُودُو، جُوجُو! خُذِيهِ مَعَكِ مِنْ فَضْلِك.
عَبَسَتْ أَرِيجُ.
«لِمَاذَا تَفْعَلُ أُمِّي هَذَا دَائِمًا؟» فَقَدْ كَانَ أَخُوهَا الصَّغِيرُ آدَمُ مُزعجًا جِدًّا لَكِنْ لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ وَقْتُ لِلْجِدَالِ.
نبهتْ أُرِيجُ أَخَاهَا بِعَيْنَيْنِ صَارِمَتَيْنِ : عَلَيْكَ أَنْ تُصْغِيَ إِلَيَّ وَتَفْعَلَ مَا أَطْلُبُهُ مِنْكَ حرفيا يا دُودو!
هَزْ آدَمُ رَأْسَهُ وَقَالَ : سَأَفْعَلُ يَا أُخْتِي! وَعْدٌ !
كَانَتْ فِي رُكْنٍ فِي الطَّابِقِ الْعُلْوِيَ كَوْمَةٌ مِنْ الْحَقَائِبِ الْقُمَاشِيَّةِ.
فَتَحَتْ أَرِيجُ حَقِيبَةٌ.
يُوجَدُ الْعَدِيدُ مِنْ صَنَادِيقِ الحلوى الصَّغِيرَةِ فِي دَاخِلِهَا .
قلقَ آدَمُ جِدًّا وَفَكَّرَ : سَيَسْتَغْرِقُ تَفْرِيغُ كُلِّ الْحَقَائِبِ وَحِسَابُ مِئَةِ صُنْدُوقٍ وَقْتًا طَوِيلًا جِدًا يَا أُخْتِي وَأَنَا جَائِعٌ جِدًّا.
قَالَتْ أُرِيجُ بِعُنْفِ : شششش ! دَعْنِي أفكر !
فَكْرَتْ أَرِيجُ مَلِيًّا .
كَانَ آدَمُ مُحِقًّا .
بِالْفِعْلِ، سَيَسْتَغْرِقُ حِسَابُ مِئَةٍ صُنْدُوقٍ وَقَتَا طَوِيلًا جِدًّا.
وَأَيْضًا لَنْ يَسْتَطِيعُوا أَخَذَ كُلِ الحقائبِ إِلَى الْأَسْفَلِ، فَقَدْ كَانَ هُنَالِكَ الْكَثِيرُ مِنَ الْحَقَائِبِ.
نَظَرَ آدَمُ إِلَى صَنَادِيقِ الحلوى بِشَوْقٍ وَقَالَ : هَلْ يُمْكِنُنِي فَتْحُ وَاحِدٍ؟ أَنَا جَائعُ جِدًّا.
قَالَتْ أُريجُ : لا ! ثم ابْتَسَمَتْ وَقَالَتْ : لَدَيَّ فِكْرَةٌ ! نَحْنُ لَسْنَا فِي حَاجَةٍ إلَى أَنْ تَأْخُذَ مِئَةٌ قِطْعَةٍ مِنْ الحوى بِالصَّبْطِ ! يُمْكِنُنَا أَنْ نَأْخُذَ مِئَةٌ بِالتَّقْرِيبٍ.
سَيَكُونُ ذَلِكَ أَسْرَعَ بكثير.
تَحَيْرِ آدَمُ: بِالتَّقْرِيبِ؟ مَا مَعْنَى هَذَا يَا أُخْتِي؟ قَالَتْ أَرِيجُ : هَذَا يَعْنِي: أَكْثَرُ قَلِيلًا، أَوْ أَقَلُّ قَلِيلًا مِنَ الْعَدَدِ بِالضَّبْطِ .
قَالَ آدَمُ بِهُدُوءٍ : لَكِنْ لَوْ أَخَذْنَا أَقَلَّ مِنْ مِئَةٍ ، فَلَنْ يَكْفِي الجميع.
قَالَتْ أَرِيجُ : لِذَلِكَ سَنَأْخُذُ أَكْثَرَ ! أَمْسَكَ آدَمُ بِضْعَ حَقَائِبٍ.
«حَسَنًا، هَيَّا نَفْعَلُهَا!» بِسُرْعَة ! أَنَا جَائِعُ جِدًّا جدا!»
قَالَتْ أَرِيجُ : انْتَظِرْ يَا سَاذَجُ ! دَعْنِي أُخْبِرْكَ أَوْلًا كَيْفَ سَتَقُومُ بِالتَّقْرِيبِ ! أَفْرَغَتْ أُرِيجُ مِنْ حَقِيبَةٍ وَاحِدَةٍ كُلَّ الصَّنَادِيقِ عَلَى الْأَرْضِيَّةِ وَعَدَّتْهُمْ .
قَالَتْ أَرِيجُ : انْظُرْ يَا دُودُو، تُوجَدُ عَشْرَةٌ صَنَادِيقَ فِي هَذِهِ الْحَقِيبَةِ.
هَزَّ آدَمُ رَأْسَهُ.
أَشَارَتْ أُرِيجُ إِلَى الْحَقَائِبِ الْأُخْرَى «كل الْحَقَائِبِ، تَقْرِيبًا، مِنْ نَفْسِ الْحَجْمِ.
مَاذَا يَعْنِي لَكَ ذَلِكَ؟» هز آدَمُ كَتفَيْهِ.
قَالَتْ أُرِيجُ : إِنَّهُ يَعْنِي أَنَّ كُلَّ حَقِيبَةٍ تَحْتَوِي، تَقْرِيبًا، عَلَى أَكْثَرَ أَوْ أَقَلُّ مِنْ
عَشْرَةِ صَنَادِيقَ مِنَ الحَلْوَى ! قَالَ آدَمُ مُبْتَهِجًا: أوه. هكذا! كُنْتُ أَعْرِفُ.
أَخْفَتْ أَرِيجُ ابْتِسَامَتَها وَقَالَتْ: إِذَنْ، أَخْبِرْنِي .
كَمْ عَدَدُ صَنَادِيقِ الحلوى فِي حَقِيبَتَينِ ؟
قَالَ آدَمُ فَوْرًا : تَقْرِيبًا، أَكْثَرُ أَوْ أَقَلُّ مِن عِشْرِين".
«وَفِي ثَلَاثِ حَقَائبَ؟» بَدَأَ آدَمُ يَبْتَسِمُ.
«تَقْرِيبًا، أَكْثَرُ أَوْ أَقَلُّ مِن ثَلَاثِين.» لَقَدْ فَهِمَ الْأَمْرَ.
«وَفي خَمْسٍ؟» صَاحَ آدَمُ : تَقْرِيبًا، أَكْثَرُ أَوْ أَقَلُّ مِن خَمسِين، وَالْعَدَدُ خَمْسُونَ هُوَ نِصْفُ مَجْمُوع صَنَادِيقِ الحَلْوَى الَّتِي تَحْتَاجُهَا !
۲۰=۲×۱۰
۳۰=۳×۱۰
50=5×10
«نِصْفُ ۱۰۰=۲۱|۰۰=۵۰»
قَالَتْ أَرِيجُ بِإِعجَابِ شَدِيدٍ: ذَلِكَ جَيْدٌ جِدًّا يَا دُودُو ! احمر آدَمُ مِنْ شِدَّةِ سُرُورِهِ .
كَمْ يُجِبُّ أَنْ تَمْدَحَهُ أُخْتُهُ ! قَالَ آدَمُ : هَلْ يُمْكِنُنِي الْآنَ فَتْحُ صُندوق حَدَّقَتْ أُرِيجُ .
قال آدَمُ بِسُرْعَةٍ : أَقْصِدُ، سَوْفَ أَخُذُ خَمْسَ حَقَائِبَ؛ أَيْ تَقْرِيبًا، أكثَرُ أَوْ أَقَلَّ مِنْ خَمْسِينَ صُنْدُوقًا، وَأَنْتِ سَتَأْخُذِين خَمْسًا .
اتْنَقْنَا؟ قَالَتْ أُرِيجُ : لَيْسَ بِهَذِهِ السُّرْعَةِ ! نَحْنُ لَمْ نَعُدُّ الصَّنَادِيقَ فِي كُلِّ حَقِيبَةٍ.
مَاذَا لَوْ كَانَ فِي حَقِيبَةٍ أَوْ حَقِيبَتَيْنِ ثَمَانِيَةً صَنَادِيقَ فَقَط؟ لَّنْ يَكُونَ لَدَيْنَا مَا يَكْفِي الجَمِيعَ إِذَنْ.
تَوَقِّفَ آدَمُ.
كَالعَادَةِ كَانَتْ أُخْتِي مُحِقَّةٌ.
سَأَلَ آدَمُ بَهُدُوء : لِذَا سَنَأْخُذُ إِحْدَى عَشْرَةَ حَقِيبَةً ؟ بِالتَّقْرِيبِ، أَكْثَرُ أَوْ أَقَلَّ مِنْ مِئَةٍ
وعَشْرَةِ صَنَادِيقَ مِنَ الحَلْوى؟
قَالَتْ أَرِيجُ : بِالضَّبْطِ ! سَتَأْخُذُ خَمْسَ حَقَائِبَ وَسَأْخُذُ سِتَّ حقائبَ.
هَيَّا بِسُرْعَةٍ! رَكَضَ الْأَوْلَادُ بِالحَقَائِبِ عَلَى الدَّرَجِ .
كَانَتْ الْأُمُّ تَنْتَظِرُ بِقَلَقٍ، وَارْتَاحَتْ كَثِيرًا عِنْدَمَا رَأَتُهُم.
قَالَتْ الأُمُّ : لَقَدْ كَانَ ذَلِكَ سَرِيعا ! هَلْ أَنتُمْ مُتَأْكدُونَ أَنْ لَدَيْنَا مَا يَكْفِي الْجَمِيعَ؟ قَالَ دُودُو : نَعَمْ يَا أَمِي.
أَنَا مُتَأَكِدٌ جِدًا جدًّا.
وجَائِعٌ جِدًا جدًا جدًا.
عِنْدَمَا غَادَرَ الضُّيُوفُ جَمِيعُهُمْ، احْتَضَنَتْ الْأُمُّ أُرِيجَ وَآدَمَ .
قَالَتْ الْأُمُّ : بِفَضْلِكُمَا، مَرَّ الْيَوْمُ بِسَلَامٍ! ثُمَّ ضَيْقَتْ عَيْنَيْهَا قَائِلَةٌ: لَمْ أَرَكُمَا أَبَدًا تَعْمَلَانِ جَيْدًا مَعًا .
هَلْ ذَلِكَ يَعْنِي أَنَّكُمَا أَخِيرًا تُحِبَّانِ بَعْضَكُمَا؟
ضَحِكَتْ أُرِيجُ وَضَحِكَ آدَمُ، وَرَدَّدَا مَعًا وَهُمَا يَرْكُضَانِ إِلَى الْغَدَاءِ : تَقْرِيبًا أَكْثَر أَوْ أَقَلَ!
لُعْبَةُ التخمين أَسْتَخْدَمَ كُلٌّ مِنْ أَرِيج وَآدَمِ خُدْعَةِ حسابية ذَكِيَّةً، لإنْهَاءِ مَهمَّتِهِما بِسُرْعَةٍ، وَسَمَّيَاهَا: «تَقْرِيبًا أَكْثَر أَوْ أَقَلَّ».
يُطْلِقُ علماء الرياضِيَّاتِ عَلَيْهَا مُصْطَلَحَ «التَّقْدِير».
ما هُوَ التَّقْدِيرُ؟ هَلْ هُوَ مِثْلُ التَّخْمِينِ؟ نَوْعًا مَا لَكِنَّ التَّقْدِير تحميل ذكي.
لِمَاذَا يُعَدُّ التَّقْدِيرُ مُهمَّا ؟ يُساعدكم التقدير في تحدِيدِ الإِجَابَاتِ الخَاطِئَةِ بِسُرْعَةٍ.
لِتَفْتَرِضُ عَلَى سَبِيلِ المَثَالِ أَنَّ لَدَيْكمُ ٣٠ ثَانِيَةً لِلْإِجَابَةِ عَلَى هَذَا السُّؤَالِ :
ا - مَا نَاتج ۱۷ × ۹ ؟
أ - ١٧٢
ب - ١٥٣
ج- ١٨٦
د - ٨٩
أَنتُمْ تَعْرِفُونَ أَنَّ ۱۷ × ۱۰ ۱۷۰ (حَاصِلُ ضَرْبٍ أَيَّ عَدَدٍ فِي عَشَرَةِ هُوَ الْعَدَدُ نَفْسُهُ مُضَافًا إِلَى يَمِينِهِ صِفْرٌ).
إِذَن، نتيجة ۱۷ × ۹ يَجِبُ أَنْ تَكُونَ أَقَلَّ مِن ذَلِكَ.
ذَلِكَ يَعْنِي أَنَّ كُلَّا من الاختيارين (أ) و (ج) خَطأ.
وَيَبْدُو الاخْتِيَارُ (د) صَغِيرًا جدًّا لِيَكُونَ الإِجَابَةَ الصَّحِيحَةَ فَيَجِبُ أَنْ تَكُونَ نتيجة ۱۷ ×٩ أَقْرَبَ إلى ١٧٠ سَتَنْتَقُون إِذَنُ الاخْتِيَارَ (ب).
أَتَرَوْنَ كَيْفَ سَاعَدَكَم التَّقْدِيرُ عَلَى انْتِقَاءِ الْإِجَابَةِ الصَّحِيحَةِ بِبَسَاطَةٍ عَنْ طَرِيقِ تَحْدِيدِ الإِجَابَاتِ الخَاطِئَةِ؟
يُسَاعِدُ التَّقْدِيرُ في تحذِيرَكُمْ مِنْ أَخْطَاءِ الحَياةِ الْوَاقِعِيَّة.
فَعِنْدَمَا يَجْمَعُ صَاحِبُ الدُّكَّانِ فَاتُورَتَكُمْ، ستَعْرِفُونَ فَوْرًا إِذَا حَدَّثَ خَطَأً، لِأَنَّكُمْ قَدْ قَدَّرْتُمَ الْمَبْلَغَ تَقرِيبًا.
يُساعدكم التقديرُ عَلَى حِسَابِ المَسَافَاتِ.
فَلَوْ عَرَفتُم أَنكُم تَقْطَعُونَ مَسَافَةَ ثَلَاثِينَ سم فِي كُلِّ خُطْوَةٍ، وَأَنكُمْ سَتَأْخُذُون ١٨٠٠ خُطوة لِتَتَمَشَّوْا مِن المنزل إلى المَكْتَبَةِ، سَتَسْتَطِيعُونَ تَقْدِيرُ الْمَسَافَةِ بَيْنَهُمَا ۱۸۰۰ × ۳۰ سم = ٥٤٠٠٠ سم = ٥٤٠م وَهِي تَقْرِيبًا نَصْفُ الكيلومتر).
التقْدِيرُ مُمتِعُ .
فَكَمْ حَبَّةٌ مِنَ البَازِيلًاءِ دَاخِلَ نِصْفِ كيلو مِنَ الْقُرُونِ غَيْرِ الْمُقَشْرَةِ ؟ وَكَمْ فِيلًا سَتَضَعُون فَوْقَ بَعْضٍ، كَي تَبْلُغُوا ارْتِفَاعَ سَارِيَةِ الْعَلَمِ ؟ تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَجِدوا إِجَابَاتٍ لِكُلِّ أَنْوَاعِ الْأَسْئِلَةِ الْغَرِيبَةِ بِاسْتِخْدَامٍ عَمَلِيَّةِ التَّقْدِيرِ !