قصة وعبرة اللقمة الحلال
أبنائي وبناتي اليوم مع قصة وعبرة وقصة اليوم بعنوان اللقمة الحلال، أتمنى أن تنال رضاكم.
كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه أن يحرصوا كل الحرص على أن يأكلوا حلالا ولا يأكلوا الحرام أبدا.
فتعلم أصحابه رضوان الله عليهم هذا الدرس جيدا، فكانوا يحرصون كل الحرص على اللقمة الحلال ويبتعدون كل البعد عن اللقمة الحرام.
وكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه عنده غلام من بین العبيد.. كان يخرج ويعمل ويأتي كل يوم بالطعام لأبي بکر رضي الله عنه.
وكان أبو بكر رضي الله عنه يسأله كل يوم: من أين أتيت بهذا الطعام؟ وذلك لكي يطمئن أنه لا يأكل إلا من الحلال الطيب.
وفي يوم من الأيام خرج الغلام ليعمل ولیاتی بالطعام لأبي بكر، ولما عاد ووضع الطعام أمام أبي بکر رضي الله عنه..
في ذلك اليوم نسي أبو بكر رضي الله عنه أن يسأله عن مصدر هذا الطعام فأكل لقمة واحدة، ولما أراد أن يأكل اللقمة الثانية قال له الغلام: يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أتدري من أين أتيت لك بهذا الطعام؟
ففزع أبو بكر وتذكر أنه لم يسأله عن ذلك فقال: من أين أتيت بهذا الطعام؟
فقال له الغلام: كنت تكهنت لإنسان في الجاهلية وما كنت أحسن الكهانة إلا أني خدعته وأخبرته عن أشياء في عالم الغيب وكذبت عليه ولم يعطني أجرتی في ذلك الوقت في الجاهلية..
ومرت الأيام ولقيته اليوم بعد ما أسلمت فأعطاني أجرتی فاشتريت لك بها هذا الطعام.
فلما علم أبو بكر رضي الله عنه أن الطعام جاء من مال حرام وضع يده في فمه ليتقيأ تلك اللقمة التي أكلها.
وبالفعل فقد أخرج أبو بكر رضي الله عنه كل ما في بطنه لأنه لا يأكل إلا الحلال الطيب.
الدروس المستفادة:
أولا: أن المسلم حريص جدا على ألا يأكل إلا الحلال الطيب.. ولقد رأينا حرص أبی بکر رضي الله عنه على ألا يأكل إلا حلالا…
فقد أخرج كل ما في بطنه لئلا تكون في بطنه لقمة من الحرام.
ثانيا: أن الخداع حرام في كل شيء حتى في البيع والشراء.. وأن أجر الكهانة حرام ولا يجوز.
رابعا: أن أكل الحلال سبب في استجابة الدعاء.. وأن أكل الحرام سبب في عدم استجابة الدعاء..
حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين.. قال: (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) وقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ).. ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء: يا رب یا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك؟”.