قصة وعبرة طعام بطعام
أحبابي الأطفال.. اليوم مع قصة وعبرة وعنوان قصتنا اليوم طعام بطعام.
كان يا ما كان..
كان هناك شيخ فقير لكنه كان کریما لا يرد سائلا أبدا مادام أنه يستطيع أن يعطيه أي شيء حتى أنه كان أحيانا يرى رجلا يكاد يموت من شدة البرد فيخلع الجبة التي يلبسها ليعطيها لهذا الرجل البردان.
وكان أحيانا يجلس هو وزوجته وأولاده فيمر السائل فيقول له: ليس في بیتی طعام فيقوم ويعطيه الطعام الذي عنده.
وفي يوم من أيام شهر رمضان جلس هذا الشيخ هو وزوجته وأولاده على مائدة الطعام انتظارا لأذان المغرب..
وفجأة جاء رجل سائل وقال له: والله لا أجد لقمة واحدة لأولادي ونريد أي طعام نفطر عليه… فخرج الشيخ وأعطاه كل الطعام.
فقامت امرأته وقالت: لن أجلس في هذا البيت وسأذهب لأسرتي الليلة.
سكت الشيخ ولم يتكلم… وبينما تعد الزوجة ملابسها لتذهب لأسرتها وإذا بالباب يطرق.
ففتح الشيخ الباب فوجد من يحمل أطباقا كثيرة فيها ألوان الطعام والحلوى والفاكهة فسألهم ما الخبر؟
قالوا له: إن الرجل الغني الذي يسكن في القصر الكبير الذي في أول المدينة كان قد دعا بعض الأغنياء من أصدقائه فاعتذروا بعد ما أعد لهم الطعام فحلف ألا يأكل أحد من أهله من هذا الطعام..
قصة وعبرة طعام بطعام
وأمر الخدم أن يحملوا هذا الطعام كله إلى دار هذا الشيخ الفقير الكريم.
فابتسمت الزوجة وجلست في البيت فقال لها زوجها الشيخ الكريم:
إن اليقين الذي يملأ قلبي يجعلني أنفق دائما وأنا على يقين من أن الله جل وعلا سيعوضني أفضل منه..
فقد قال تعالى: (وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقین)
الدروس المستفادة
أن المسلم لابد أن يشعر بآلام أخيه المسلم.. فيواسيه بالمال إذا كان محتاجا ويواسيه بالطعام إذا كان لا يجد طعاما.. وبالملابس إذا لم يجد ما يواری به جسده.
أن مواساة الناس ومساعدتهم يجلب المحبة والمودة بين المؤمنين ويجعل المجتمع كله متراحما متعاطفا.
أن المسلم لابد أن يكون على يقين من أنه لن ينفق أى نفقة إلا وسيعوضه الله جل وعلا خيرا مما أنفق..
وقد رأينا كيف أن هذا الشيخ الكريم لما أعطى السائل هذا الطعام البسيط جاءه طعام هذا الرجل الثرى الغني الكريم.