العقيدة الاسلامية للناشئه والشباب اختلافات عقائدية

العقيدة الاسلامية للناشئه والشباب

العقيدة الاسلامية للناشئه والشباب اختلافات عقائدية

أعزائي الأبناء من الناشئه والشباب نتابع اليوم ما بدأناه من الحديث عن العقيدة الاسلامية، وحديثنا اليوم عن اختلافات عقائدية.

الأمور التالية حدث اختلاف حولها بين الفرق الإسلامية، ولكل فرقة أدلتها.

التحريف والتأويل

والتحريف قد يكون في اللفظ والمعنى كتغيير قوله تعالى: (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) (طه: 5) إلى استولى.

وكنصب لفظ الجلالة في قوله تعالى: (وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا) (النساء: 164) فينطقونه (الله) بالفتح وليس الضم فيكون المتكلم هو موسى عليه السلام وليس الله تعالى، ويقصدون بذلك أن الله تعالى لا يتكلم.

وقد يكون التأويل في المعنى فقط وهو التفسير غير المباشر، كتأويل أن المراد باليدين النعمة والقدرة، وقد وقعت بعض الفرق في هذا الأمر وممن وقع في التحريف الجهمية.

التعطيل:

وهو أنواع فمنه :

أولا تعطيل الأسماء والصفات، وذلك لقولهم أننا إذا قلنا بأن الله تعالى سميع بصير فقد شبهناه بخلقه وهو ليس كمثله شيء.

فانحرفوا من حيث أرادوا تنزيه الله تعالى، ونسوا قوله (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (الشورى: 11).

فهو سميع بصير ولا يشبهه شيء لأن صفاته تعالى ليست كصفات خلقه، وممن قال هذه المقالة الجهمية والمعتزلة.

ثانيا تعطيل معاملته بترك عبادته أو عبادة غيره معه، وهذه وقع فيها المشركون و كثير من الناس إلى يومنا هذا.

ثالثا تعطيل المخلوق عن خالقه بالقول بأن هذه المخلوقات قديمة أو خلقتها الطبيعة وأنها تتصرف بطبيعتها دون خالق يخلقها.

أو القول بأنها خلقت صدفة، وقد قال بهذه المقالة الفلاسفة والشيوعيون وغيرهم.

فالتعطيل إذا نفي للحق الذي دل عليه الكتاب والسنة وأما التأويل فهو تفسير النصوص بالمعاني التي لا تدل عليها بشكل مباشر.

وأول من قال بالتعطيل في الإسلام الجعد بن درهم وأخذها عنه الجهم بن صفوان وأظهرها فنسبت مقالة الجهمية إليه.

الجبر:

فقالوا إن الإنسان مسير غير مخير وهو مجبور على عمله ولا اختيار له فيه، ونسوا قول الله تعالى:

(وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا) (الشمس: 7-10).

فالإنسان هو الذي يصلح نفسه (زكاها)، وهو الذي يفسدها (داها)، وممن قال بهذه المقولة الجهمية.

القدرية:

وهم الذين ينكرون قدر الله تعالى، فيقولون إن الإنسان حر الإرادة تماما دون أن يكون الله تعالى شأن في إرادته.

ولا يستطيع الله تعالى منع الإنسان من فعل أي شيء اختاره هذا الإنسان.

وهذه جرأة على الله تعالى، فهو سبحانه قد ترك الاختيار للإنسان بمشيئته.

ويستطيع سلب الاختيار منه متى شاء، ولا يجري أمر في الكون إلا بعلمه وبمشيئته فتعالى الله عما يقولون علوا كبيرا.

التكييف:

هو جعلهم الله تعالى كيفية معلومة على صفة محددة.

التشبيه:

ويسمى أحيانا التمثيل أو التجسيد أو الحشو (أي الملأ) فهو تشبيه الله تعالى بخلقه فيقولون له وجه كوجه المخلوق وله يد كيد المخلوق وسمعه كسمع المخلوق.

أو هو تشبيه المخلوق بالخالق كتشبيه النصارى المسيح بن مريم بالله وكتشبيه بعض اليهود الذين اندثروا عزيرا بالله، وكتشبيه المشركين أصنامهم بالله تعالى.

أما أهل الإسلام فعلى أن الله تعالى ليس كمثله شئ وهو أيضا سميع بصير ذو يدين ووجه ولا نعلم كيفيتها (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (الشورى: 11) وممن قال بالتجسيم والتشبيه الكرامية والسالمية.

التخييل:

القول بأن ما ذكره الرسول من أمر الإيمان باليوم الآخر إنما هو تخييل للحقائق (أي خيال وليس حقيقة)، لينتفع الجمهور به ترغيبا وترهيبا، وهو كذب لمصلحة العباد (فتأمل كيف أزاغهم الشيطان).

وممن قال بهذا بعض الفلاسفة وغلاة الباطنية.

التجهيل:

ويقول به بعض المنتسبين إلى الإسلام فيقولون أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يعرف معاني ما أنزل الله إليه من الآيات التي تصف الله تعالى، ولا جبريل يعرف معاني الآيات، ولا السابقون الأولون عرفوا ذلك، فهي من العلم الذي لا يعلمه إلا الله تعالى.

ولذلك فهم يثبتون ألفاظ آيات الصفات أما معناها فيقولون نحن نجهله ويفوضونه إلى الله تعالى.

زيادة أركان الإسلام:

قال بعض المسلمين بأن أركان الدين ليست خمسة بل ستة وزادوها الإمامة (أي الاعتقاد بوجود أئمة معصومين فلا يخطئون)، فقالوا بأن الإمامة ليست من الأمور المتروكة لنظر الأمة، بل هي ركن الدين وقاعدة الإسلام ولا يجوز لنبي إغفالها، ووضعوا في ذلك أحاديث كثيرة

في إثبات الإمامة وتعيين الأئمة وصفاتهم وجعلوا بذلك من ينكر الإمامة كافرا.

والصحيح أن العصمة هي للأنبياء عليهم السلام وليست لغيرهم، وأن قيادة الأمة وإمامتها متروكة لاتفاق المسلمين واختيارهم.

عصمة غير الأنبياء:

العصمة أي أن الإنسان لا يخطئ، فعند أهل السنة والجماعة أن المعصومين من البشر هم الأنبياء فقط.

ولكن بعض المسلمين قالوا بأن الأئمة معصومون كذلك، ولهذا جعلوا كلامهم يجب التعامل معه كحديث النبي صلى الله عليه وسلم وفي منزلته، وعليه فقد جعلوا الإمام في منزلة دون النبي وفوق صالحي المؤمنين.

نقص القرآن:

وقال بعض المتطرفين في كتبهم بأن القرآن ناقص وأوردوا سورة جديدة سموها سورة الولاية لعلي رضي الله عنه وقد غلوا في ذلك غلوا عظيما، وهذا الأمر لا يؤمن به إلا قلة نادرة (وليس صحيحا ما يقال أنه أمر منتشر).

تكفير الصحابة:

وقد كفر المتطرفون كذلك كثيرا من الصحابة، وعلى رأسهم أبي بكر وعمر عليهما رضوان الله تعالى، وما ذاك إلا تعصبا لعلي رضي عنه والسبب قولهم بأنهما اغتصبا الخلافة منه.

(بينما هي كانت شوری بین المسلمين وعلي رضي الله عنه قد بايعهما وكان مقربا منهما).

عدم ختم النبوة:

فقالوا بظهور أنبياء بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن هؤلاء البابية والبهائية والقاديانية، وهذا والعياذ بالله تعالى كفر صريح مخرج من الملة.

إنكار خبر الآحاد في العقيدة:

من الناس من يقول بأنه لا يقبل في العقيدة إلا القرآن الكريم والأحاديث المتواترة.

والصحيح أن حديث الأحاد (غير المتواتر) مادام صحيحا مقبول في مسائل العقيدة كذلك.

وإنكار خير الآحاد معناه إنكار لجملة أمور أجمع عليها المسلمون، وهي لم تثبت إلا في أحاديث آحاد.

ومنها نبوة آدم عليه السلام وفضل النبي صلى الله عليه وسلم على سائر الأنبياء عليهم السلام، والشفاعة، والحوض، وأن القضاء والقدر خيره وشره من أركان الإيمان، وعدم خلود أهل الكبائر في النار، وبعض أشراط الساعة وغيرها.

(وقبول خبر الآحاد مختلف عليه بشكل كبير بين فرق الإسلام، وكل فرقة لها أدلتها والاختلاف فيها لا يجوز فيه تكفير بعضهم بعضا)

المنزلة بين المنزلتين:

قال بعضهم قولا جديدا ليس في القران والسنة، وهو أن مرتكب الكبيرة لا مؤمن ولا كافر، بل هو في منزلة بين المنزلتين بين الكفر والإيمان، ثم يوم القيامة يخلد في النار، وقد قال بذلك المعتزلة.

خلق القرآن:

قال بعض أصحاب الكلام الفلسفي في العقيدة أن القرآن مخلوق كسائر المخلوقات، وليس هو بكلام الله، لأن الله عز وجل عندهم لا يتكلم، والصحيح أن القرآن كلام الله وليس بمخلوق.

وممن قال بخلق القرآن المعتزلة، وفتنوا الناس فتنة عظيمة في ذلك، وتصدى لهم الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله فدحرهم بصموده العظيم.

عدم رؤية الله تعالى في الجنة:

وقد تكلمنا في هذا سابقا، وقلنا بأنه ثبت في الأدلة الصحيحة أن المؤمنين يرون ربهم في الجنة ولا يشكون في رؤيته.

ولكن بعض الناس رفضوا ذلك وقالوا بأن رؤيته هي تكييف له وتحديد، واستشهدوا بقوله تعالى (لا تدركه الأبصار).

ونحن نقول بأن كيفية الرؤية لا نعلمها، وما علينا إلا تصديق الرسول و بما أخبرنا ولا نزيد على ذلك شيئا لأن الرؤية من أمور الغيب التي لا يمكن الوصول إليها بالعقل.

ومن أنكر رؤية الله تعالى في الجنة المعتزلة والجهمية وبعض الفرق من الشيعة.

اقرأ أيضا:

تعريف الإيمان

أهمية علم التوحيد

الإيمان بالله تعالى

صفات الله تعالى

أنواع الشرك

الإيمان بالقضاء والقدر

الإيمان باليوم الآخر

الإيمان بالملائكة

الإيمان بالكتب

الإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم

الإيمان بالرسل

مفاهيم عقائدية

علامات الساعة الكبرى

شبهات وواجب المسلم نحو عقيدته

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال