قصة البودرة السحرية من سلسلة قصص جميلة مكتوبة
قصة اليوم بعنوان البودرة السحرية وهي من سلسلة قصص جميلة مكتوبة أتمنى أن تنال رضاكم.
قصة البودرة السحرية مكتوبة
كَانَ يَا مَا كَانَ فِي قَرْيَةٍ صَغِيرَةٍ عَلَى ضِفَافِ نَهْرِ الخَيْرِ ، عَاشَتْ امْرَأَةٌ شَابَّةٌ تُسَمَّى مَرْيَمَ .تَزَوَّجَتْ زَوَاجًا سَعِيدًا بِشَابٌ وَسِيمٍ يُسَمَّى عَلِيٌّ .
وَلَكِنْ كَانَتْ هُنَاكَ مُشْكِلَةٌ وَاحِدَةٌ تُرْجُ مَرْيَمَ، أَنَّ عَلِيًّا كَانَ يَعْتَقِدُ أَنَّهُ كِيمْيَانِي وَأَنَّهُ يَقْضِي مُعْظَمَ وَقْتِهِ يَحْلُمُ بِطُرُقِ لِتَحْوِيلِ التَّرَابِ إِلَى ذَهَبٍ.
طَوَالَ الْيَوْمِ، وَلِأَيَّامٍ مُتَتَالِيَةٍ، قَضَى عَلي وَقْتَهُ فِي الْتَجَارِبِ، بَاحِثًا عَنْ اكْتِشَافِ.
سُرْعَانَ مَا انْتَهَتْ جَمِيعُ أَمْوَالِهِمْ، وَكَانَ عَلَى مَرْيَمَ الشَّابَةِ أَنْ تُكَافِحَ لِشِرَاءِ الطَّعَامِ لِكِلَيْهِمَا.
أَصْبَحَتْ قَلِقَةً جِدًّا.
قالت مُتَوَسِّلَةً إِلَى زَوْجِهَا : يَجِبُ أَنْ تَجِدَ وَظِيفَةً فِي وَقْتٍ قَرِيبٍ، وَتَابَعَتْ : لَا يُمْكِنُنَا أَنْ نُوَاصِلَ هَكَذَا.
لَكِنَّ عَلِيًّا لَمْ يَسْتَمَعْ.
«أَنَا عَلَى وَشَكِ التَّوَصُّلِ لِاكْتِشَافٍ،» وَسَأَلَهَا: لِمَاذَا يَجِبُ عَلَى أَنْ أَعْمَلَ بَيْنَمَا سَنَكُونُ أَغْنِيَاءَ مِنْ وَرَاءِ أَحَدٍ أَكْثَرِ أَحْلَامِنَا جُمُوحًا؟ قَرِيبًا سَنَكُونُ قَادِرِينَ عَلَى تحويل كُلِّ التَّرَابِ الَّذِي سَتَجِدُهُ إِلى ذَهَبٍ.
بِعَزِيمَةٍ مُثْبَطَةٍ، لَفَتَتْ مَزيمُ انْتِبَاهَ وَالِدِهَا الْعَجُوزِ الحَكِيم كَامِلٍ إِلى حَلٌّ.
كَانَ كَامِلٌ مُتَفَاجِنًا عِنْدَمَا عَلِمَ أَنَّ صِهْرَهُ كِيمْيَانِي. فَكَّرَ لِبُرْهَةٍ وَطَلبَ أَنْ يَرَى عَلِيًّا.
عَادَتْ مَرْيَمُ سَعِيدَةً إِلَى مَنْزِلِهَا فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ، لِأَنَّها عَلِمَتْ أَنَّ وَالِدِهَا الْحَكِيمَ سَيَجِدُ حَلَّا.
فِي الْيَوْمِ التَّالِي، وَصَلَ عَلِيٌّ إِلَى بَيْتِ حَمِيهِ وَهُوَ مُسْتَعِدُّ تَمَامًا لِلْتَّوْبِيخِ.
وَفُوجِئَ عِنْدَمَا أَخَذَهُ كَامِل جَانِبًا وَهَمَسَ : عِنْدَمَا كُنْتُ شَابًّا مِثْلَكَ، كُنْتُ كِيمْيَائِيَّا أَيْضًا.
كِلَاهُمَا قَضَيَا طَوَالَ الظَّهِيرَةِ يُنَاقِشَانِ عَمَلَ عَلِيٌّ .
وَأَخِيرًا، وَقَفَ الْعَجُوزُ وَقَالَ: لِمَاذَا يَا عَلِيُّ قُمْتَ بِنَفْسٍ مَا قُمْتُ بِهِ أَنَا عِنْدَمَا كُنْتُ فِي مِثْلِ سِنَّكَ؟! أَنْتَ بِالتَّأْكِيدِ عَلَى وَشَكِ التَّوَصُّلِ لاكتشاف ما! تهاني! ولكن، يَبْدُو أَنَّهُ يَنقُصُكَ مُكَوّن مُهم فِي تَجَارِبكَ.
سَوْفَ تَحْتَاجُ هَذَا عِنْدَمَا تُحوّلُ أَخِيرًا التّرابَ إِلَى ذَهَبٍ.
لَمْ أَكْتَشِفُ هَذَا إِلَّا مُؤخَّرًا، وَلَكِنِّي كَبِيرٌ جِدًّا عَلَى هَذَا الْعَمَلِ .
إِنَّهُ يَتَطَلَّبُ جُهْدًا كَبِيرًا... صَاحَ علي : إِذَن دَعْنِي أَقُومُ بِهِ بَدَلًا عَنْكَ يَا أَبِي.
كَانَ مُتحَمَّسًا حَقًّا .
كُلُّ جُهُودِهِ سَتُؤْتِي ثِمَارَهَا أَخِيرًا .
«قُلْ لِي مَا هُوَ هَذَا الْمَكِّونُ؟»
قَالَ كَامِلٌ : جَيِّدٌ أَنَّكَ مُتَحَمّس ! الْحَنَى مُقْتَرِبًا وَهَمَس : يَا بُنَيَّ الْمُكَوِّنُ السِّرِيُّ هُوَ بُودْرَةٌ فِضَّيَّةٌ مَوْجُودَةٌ فَقَطْ عَلَى أَوْرَاقِ الْمَوْز.
سَيَكُونُ عَلَيْكَ أَن تَارَعَ الْمَوْرُ بِنَفْسِكَ وَتُلْقِي تَعْوِيذَاتٍ عَلَى الشُّجَيْرَاتِ، وَعِنْدَمَا تَنْمُو النَّبَاتَاتُ سَوْفَ تَكْتَسِبُ الْبُودْرَةُ فِي الْأَوْرِاقِ قُدُرَاتٍ سِحْرِيَّةً.
سَأَلَ عَلي بِحَمَاسٍ: مَا هِيَ كَمِّيَّةُ الْبُودُرَةِ الَّتِي سَنَحْتَاجُهَا يَا أَبِي؟
أَجَابَ كَامِل : كيلو.
صَاحَ عَلِيُّ : كِيلُو؟! سَوْفَ يَحْتَاجُ هَذَا مِئَاتِ النَّبَاتَاتِ مِنَ الْمَوْزِ! قَالَ الْعَجُوزُ : أَنَا خَائِفٌ أَيْضًا يَا بُنَيَّ.
وَلِهَذَا، لَا يُمْكِنُنِي إِنْجَازُ المَهَمَّةِ بِنَفْسِي.. قَالَ عَلِي : لَا تَيَأْسَ يَا أَبِي، وَكَذَلِكَ يَجِبُ عَلَيَّ أَلَّا أَفْعَلَ.
في وقت لاحق مِنْ ذَلِكَ الْمَسَاءِ، عَلَّمَ الْعَجُوزُ صِهْرَهُ التَّعْوِيذَاتِ السِّحْرِيَّةَ وَأَقْرَضَهُ الْمَالَ لِيَبْدَأُ الْعَمَل.
فِي الْيَوْمِ التَّالِي اشْتَرَى عَلِيٍّ حَقْلًا قُرْبَ مَنْزِلِهِ وَقَامَ بِتَنْظِيفِهِ تَمَامًا كَمَا ثُمَّ تَوْجِيبُهُ.
حَفَرَ الْأَرْضَ وَزَرَعَ الشَّجَيْرَاتِ بَعْدَ أَنْ تَلَى التعاويذ السِّحْرِيَّةَ.
كَانَ يَذْهَبُ كُلَّ يَوْمِ إِلَى الْحَقْلِ وَيَفْحَصُ الشَّجَيْرَاتِ، وَكَانَ يُبْعِدُ عَنْهَا الحشائش والحشرات بِاسْتِمْرَارٍ.
عِنْدَمَا نَمَت النَّبَاتَاتُ وَأَثْمَرَتْ، قَامَ بِجَمْعِ الْبُودْرَةِ الْفِضَّيَّةِ بِحِرْصِ مِنَ الْأَوْرَاقِ وَحَفِظَهَا فِي صُنْدُوقٍ.
لَمْ يَجِدْ عَلِيُّ سِوَى كَمِّيَّةً قَلِيلَةً جِدًّا مِنَ الْبُودْرَةِ عَلَى أَوْرَاقِ الْمَوْزِ، لِذَا اضْطُرَّ لِشِرَاءِ مَزِيدٍ مِنَ الْأَرْضِ وَزِرَاعَةِ مَزِيدٍ مِنَ الْمَوْزِ، وَلَكِنَّهُ كَانَ مُصَمِّمَّا عَلَى أَنْ يَفْعَلَ الْمَطْلُوبَ.
أَخَذَ مِنْهُ ذلِكَ سَنَوَاتٍ عِدَّةً، وفِي النّهايَةِ قَدْ نَجَحَ .
أَسْرَعَ إِلَى صِهْرِهِ مُتَحَمِّسًا كَمَا لَمْ يَكُنْ مِنْ قَبْلُ قَرِيبًا، سَيَكُونُ قَادِرًا عَلَى صُنْعِ الذَّهَبِ الْخَالِصِ مِنَ التُّرَابِ! صَاحَ عَلِيُّ : أَبي ، أَخِيرًا... هَا هُوَ كِيلُو مِنَ الْبُودْرَةِ السِّحْرِيَّةِ.
كَانَ الْعَجُوزُ مُفْعَمًا بِالْبَهْجَةِ.
قَالَ : رَائِعٌ رَائِعٌ لَقَدْ قُمْتَ بِعَمَلٍ جِيْدٍ يَا عَلِيُّ، أَنَا فَنُورٌ بِكَ. : الآنَ سَأُريكَ كَيْفَ تُحَوِّلُ التَّرَابَ إِلَى ذَهَبٍ.
«وَلَكِنْ، فَلْنُحْضِرْ مَرْيَمَ نَحْنُ نَحْتَاجُ مُسَاعَدَتَها! » كَانَ عَلِيٍّ مُحْتَارًا قَلِيلًا، لَكِنَّهُ أَسْرَعَ إِلَى زَوْجَتِهِ وَعَادَ مَعَهَا .
سَأَلَ الْعَجُوزُ : مَاذَا فَعَلْتِ، يَا مَرْيَمَ، بِالْمَوْزِ عِنْدَمَا كَانَ زَوْجُكِ يَجْمَعُ الْبُودْرَةَ؟
أَجَابَتْ مَرْيَمُ : لِمَاذَا؟ لَقَدْ بِعْتُ الْمَوْزَ يَا أَبِي.
هَكَذَا كُنَّا نَكْسِبُ عَيْشَنَا.
أَكَمَلَ الْعَجُوزُ : إذَنْ، لَابْدٌ أَنَّكِ كُنْتِ قَادِرَةً عَلَى تَوْفِيرِ بَعْض المَالِ أَيْضًا، فعَلى زَرَعَ مَوْرا أكثر مما يكفي.
أَجَابَتْ مَرْيَمُ: نَعَمْ فَعَلْتُ.
سَأَلَ كَامِلٌ : هَلْ يُمْكِنُنَا أَنْ تَرَاهُ.
قَالَتْ مَرْيَمَ مُبْتَسِمَةً بِالطَّبْع لَقَدْ خباثه فِي الْمَنْزِلِ .
ذَهَبَ ثَلَاثَتُهُمْ إِلَى مَنْزِلِ عَلى حَيْثُ جَلَبَتْ مَرْيَمَ عِدَّةَ حَقَائِبَ مِنَ الطَّابِقِ الْعُلْوِيِّ حَيْثُ خَبَّأَتْ فِيهَا المَالَ.
فَتَحَ كَامِل إِحْدَى الْحَقَائِبِ وَحَدَّقَ فِي الدَّاخِلِ وَابْتَسَمَ، ثُمَّ أَفْرَغَ إِحْدَاهَا عَلَى الطَّاوِلَةِ.
رَنْتِ الْعُمْلَاتُ الذَّهَبِيَّةُ وَهِي تَتَكَوَّمُ فِي كُتْلَةٍ نَحْمَةٍ لَامِعَةٍ. ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى الحقْلِ وَعَادَ مَعَ حَفْنَةٍ مِنَ التَّرَابِ الَّتِي وَضَعَهَا إِلَى جَانِبِ كَوْمَةِ الذَّهَبِ.
قَالَ كَامِل وَهُوَ يَلْتَفِتُ إِلَى صِبْرِهِ : كَمَا تَرَى يَا عَلى لَقَدْ حَوَّلْتَ الثَّرَابَ إِلَى ذَهَبٍ لَمْ يَحْدُثْ بَعْدَ ذَلِكَ الْيَوْمِ أَنْ جَمَعَ عَلِيٍّ مَزِيدًا مِنَ الْبُودْرَةِ السِّحْرِيَّةِ مِنَ الْأَوْرِاقِ.
لَكِنَّهُ اسْتَمَرَّ فِي زِرَاعَةِ الْمَوْزِ، فَفِي النِّهَايَةِ كَانَ نَسِيبُهُ الْكِيمْيَائِيُّ» قَدْ عَلَّمَهُ أَفْضَلَ طَرِيقَةٍ لِتَحْوِيلِ التَّرَابِ إِلَى ذَهَبٍ، ولَمْ يَعُدْ فِي حَاجَةٍ إِلَى الْبُودْرَةِ السِّحْرِيَّةِ بَعْدَ الْآنَ.
البودرة السحرية
بَعْدَ بُودُرَةِ عَلى السِّحْرِيَّةِ مِنْ نَبَاتَاتِ الْمَوْز ، مَا رَأَيْكُمْ أَنْ تُفَاجِئوا أَصْدِقَاءَكُمْ بِبَعْضٍ الموز السِّحْرِي؟
أَخْبِرُوهُمْ عَنْ نَوْعِيَّةٍ جَدِيدَةٍ قُمْتُمْ بِاكْتِشَافِهَا مَوْزُ يَنْمُو فِي صُوْرَةٍ شَرَائُح ! يُمْكِنُكُمْ أَنْ تُنْتِجُوا الْمَوْزَ السِّحْرِيَّ الخَاصَّ بِكُمْ.
سَوْفَ تَحْتَاجُونَ إِلَى : بضع مَوْزَاتٍ نَاضِجَةٍ.
عُوْدِ أَسْنَانٍ أَوْ إِبْرَةِ خِيَاطَةٍ .
كَيْفَ تَقُومُونَ بِذَلِكَ :
1. اِغْرِزُوا عُوْدَ الْأَسْنَانِ فِي مَكَانٍ مَا مِنَ الْمَوْزَةِ عَلَى طُولِ الشِّقِّ.
2. دُونَ أَنْ تُخْرِجُوهَا، أَدِيرُوا بِحِرْصِ عُوْدَ الْأَسْنَانِ يَمِينًا وَيَسَارًا دَاخِلَ الْمَوْزَةِ.
انْتَبِهُوا! يَجِبُ أَنْ يَقْطَعَ الْعُودُ الثَّمَرَةَ نَفْسَهَا وَلَيْسَ الْقِشْرَةَ.
3. أَيْضًا حَاوِلُوا أَنْ تُبْقُوا فَتْحَةَ عُوْدِ الْأَسْنَانِ صَغِيرَةً قَدْرَ الْإِمْكَانِ .
كُلَّمَا كَانَتْ أَصْغَرَ كُلَّمَا قَلَّتْ فُرْصَةُ رُؤْيَتها .
4. أَزِيلُوا عُوْدَ الْأَسْنَانِ وَكَرْرُوا الخُطْوَةَ السَّابِقَةَ فِي مَكَانٍ آخَرَ فِي الْمَوْزَةِ.
لِنَقُلْ، مَثَلًا، عَلَى بُعْدِ 2,5 سم.
اسْتَمِرُوا فِي عَمل شُقُوقٍ دَاخِلِيَّةٍ بِطُولِ 2,5 سم حَتَّى تَكُونَ لَدَيْكُمْ خَمْسَةَ شُقُوقِ أَوْ سِتَّةَ.
طَبْقُوا الْخَطْوَتَينِ السَّابِقَتَيْنِ عَلَى الْمَوْزِ الْمُتَوَفِّرِ لَدَيْكُمْ.
هَا هُوَ الْمَوْزُ السِّحْرِي خَاصَّتُكُمْ جَاهِزْ لِلأُكِلِ اِعْرِضُوا الْفَصِيلَةَ الْجَدِيدَةَ عَلَى أَصْدِقَائِكُمْ أَثْنَاءَ إِخْبَارِهِمْ قِصَّةٌ كَبِيرَةً عَنْ كَيْفِيَّةِ اكْتِشَافِكُمْ لَهُ فِي الْحَقْلِ الْمُجَاوِرِ.
عِنْدَمَا يُقَشِّرُ أَصْدِقَا تُمُ الْمَوْزَ تَخَيَّلُوا النَّظْرَةَ عَلَى وُجُوهِهِمْ عِنْدَمَا يَكْتَشِفُونَ أَنَّهَا مُشَرَّحَةٌ مُسْبَقًا بَيْنَمَا هِي دَاخِلَ الْقِشْرَةِ.
أَلَيْسَ ذَلِكَ سِحْرُ مَوْزِ لَذِيذ؟