حكايات اطفال مكتوبة نصف الصديق قصة في اختيار الصديق الوفي
نقدم لكم اليوم حكايات اطفال مكتوبة حكاية نصف الصديق قصة في اختيار الصديق الوفيحكاية نصف الصديق مكتوبة
في يوم من الأيام كان الملك – كما تعود دائما – يمشي بين رعيته ليتحسس أخبارهم، وليتفقد أحوالهم فهو منهم وهم منه.
لفت انتباه الملك رجل أشيب الشعر، منحني الظهر، يقف في دكانه مع ولده الشاب، القوي البنية المفتول العضلات، يعلمه مما علمه الزمن من خبرة في تجارته التي بناها بساعديه طيلة سنوات عمره…
ويهمس في أذنيه بكلمات تسمع من كان قريبا منهما…
الرجل التاجر العجوز :يا بني كم صديقا لك؟
الابن: عشرات الأصدقاء يا والدي العزيز؟
ويرد الابن سؤال أبيه عليه كما هو لا يغير فيه شيئا، وأنت يا أبي كم صديقا لك؟
يرد الأب بعد أن أخرج تنهيدة تحمل في طياتها في السنين التي عاشها هذا التاجر العجوز: صديق ونصف!!!
يتعجب الملك من رد الأب على ابنه بأن له صدر ونصف… ثم ينصرف الملك لما خرج من أجله دون ان يشعر به الرجل وابنه…
بعد أن يصل الملك إلى قصره يدور في ذهنه عدد أصدقاء التاجر … صديق ونصف… كيف يكون ذلك؟
لم يمر عليه هذا الأمر من قبل!
ثم يأمر وزيره باستدعاء التاجر ليفك له هذه الشفرة المحيرة …
يأت التاجر مسرعا إلى قصر الملك ملبيا دعوته، وكله استغراب من هذه الدعوة المفاجئة …
ويقف بين يديه في احترام شديد ويسأله: لقد حضرت سيدي الملك، فبماذا تأمرني؟
قال الملك: أيها التاجر لقد سمعتك وأنت في دكانك تقول لولدك أن لديك صديق ونصف صديق… هما من حصلتهما في كل سنين عمرك… فأرجوا منك أن تفسر لي ما معنى نصف الصديق هذا…
قال التاجر: لكي أشرح لك سيدي الملك لابد أن تأمر بموتى شنقا، وتدعي أنني ارتكبت جريمة تستوجب هذا الحكم، وتخبر كل أهل البلدة بموعد تنفيذ الحكم ..
فتعجب الملك من ذلك، وأمر بالمنادي ينادي في أرجاء المملكة أن التاجر الفلاني سوف يعدم شنقا في اليوم الفلاني…
وفي اليوم المحدد، وعلى النصب الذي سيشنق عليه التاجر، أوقف الملك التاجر استعدادا للشنق .
وأمام هذا الجمع الغفير من الملتفين ليشاهدوا الإعدام جاء رجل يسعى مناديا على الملك: سيدي الملك لا تشنقوا هذا الرجل، وأنا على استعداد أن أفديه بنصف ما أملك من مال.
فيرفض الملك طلب الرجل .. فيزيد الرجل: أنا على استعداد لأفدي هذا الرجل بكل مالى.
فيلتفت الرجل إلى صديقه الذي سيشنق ويقول له: انظر يا أخي تبرعت بما أملك من المال لفدينك ولكن الملك رفض .. فهل وفينك حقك؟
قال التاجر: نعم يا صديقي .. نعم الوفاء …
ويأتي رجل آخر وينادي وسط الجموع الحاشدة: سيدي الملك .. لا تشقوا هذا الرجل لأنه لم يرتكب الجريمة المنسوبة إليه، أنا الذي استحق الشنق..
أنا الذي قمت بتنفيذ هذه الجريمة التي سيعدم من أجلها هذه الرجل … إنه بريء .. أنا المذنب .. لا تعدموه.. لا تعدموه…
أمر الملك بإنزال التاجر من على منصة الشنق، ثم توجه الأمير إلى الرجل وقال له:
حسنا سنعدمك بدلا من التاجر.
أجاب الرجل: نعم أعدموني، فأنا المذنب وليس هو…
يأخذ الحراس الرجل إلى المنصة ويوثقونه بالجبال…
ينادي الأمير عليه: ألا ترجع في كلامك أيها الرجل؟
الرجل: لا، اذهب يا أخي التاجر إلى بيتك وعيالك، وحينها التفت التاجر إلى الأمير مبتسما وقال له: أرأيت يا مولاي الفرق بين الصديق ونصف الصديق.
من يفديك بنفسه فهو الصديق، ومن يفديك بماله فهو نصف الصديق.