شجرة اللبلاب المغرورة pdf ومكتوبة ومصورة
شجرة اللبلاب المغرورة pdf ومكتوبة ومصورة.
قصة شجرة اللبلاب المغرورة مكتوبة
كَانَتْ أَغْصَانُ شُجَيْرَةِ اللَّبْلَابِ الرَّفِيعَةُ تَمْتَدُّ عَلَى الأَرْضِ، وَذَلِكَ لِأَنَّهَا رَقِيقَةٌ لَا تَسْتَطِيعُ الانْتِصَابَ فِي الهَوَاءِ.
ظَلَّتْ أَغْصَانُ الشُّجَيْرَةِ تَمْتَدُّ وَتَمْتَدُّ عَلَى الأَرْضِ حَتَّى بَلَغَتْ شَجَرَةَ بُرْتُقَالٍ خَضْرَاءَ، فَقَالَتْ لَهَا: يَا صَدِيقَتِي! يَا شَجَرَةُ البُرْتُقَالِ، إِنَّنِي شَجَرَةٌ رَقِيقَةُ الأَغْصَانِ دَقِيقَةُ السِّيقَانِ، وَلَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَرْتَفِعَ فِي الأَعَالِي، لِذَا لَا يَتَهَيَّأُ لِي أَنْ أَشُمَّ الهَوَاءَ الطَّيِّبَ، وَأَنْ أَسْتَقْبِلَ نُورَ الشَّمْسِ، وَأُرِيدُ أَنْ أَتَسَلَّقَ أَغْصَانَكِ المَتِينَةَ.
تَأَمَّلَتْ شَجَرَةُ البُرْتُقَالِ فِي كَلِمَاتِ شُجَيْرَةِ اللِّبْلَابِ، وَقَالَتْ لَهَا: وَلَكِنْ مَاذَا لَوْ خَيَّمْتِ عَلَى أَغْصَانِي وَأَوْرَاقِي، وَمَنَعْتِ عَنِّي الهَوَاءَ وَنُورَ الشَّمْسِ؟
أَجَابَتْ شُجَيْرَةُ اللِّبْلَابِ: حَاشَا یَا صَاحِبَتِي أَنْ أَفْعَلَ ذَلِكَ، إِنَّنِي سَوْفَ أَتَسَلَّقُ إِلَى الأَعْلَى لِبَعْضِ أَغْصَانِكِ فَقَطْ، وَسَوْفَ نُعَانِقُ مَعًا نُوَرَ الشَّمْسِ وَالنَّسِيمَ.
اسْتَجَابَتْ شَجَرَةُ البُرْتُقَالِ الوَدِيعَةُ لِرَجَاءِ شُجَيْرَةِ اللِّبْلَابِ، وَدَعَتْهَا لِأَنْ تَتَسَلَّقَ بَعْضَ أَغْصَانِهَا.
بَدَأَتْ شُجَيْرَةُ اللِّبْلَابِ بِالتَّسَلُّقِ رُوَيْدًا رُوَيْدًا، وَكَانَتْ كُلَّ صَبَاحٍ تُحَيي شَجَرَةَ البُرْتُقَالِ وَتَقُولُ لَهَا: أَرَأَيْتِ يَا صَاحِبَتِي كَمْ هُوَ جَمِيلٌ عِنَاقُنَا؟.
وَكَانَتْ شَجَرَةُ البُرْتُقَالِ تَهُزُّ لَهَا أَغْصَانَهَا وَأَوْرَاقَهَا وَهِيَ تَرُدُّ التَّحِيَّةَ.
وَلَكِنَّ شَجَرَةَ اللِّبْلَابِ مَا لَبِثَتْ بَعْدَ حِينٍ أَنْ خَيَّمْتَ بِأَغْصَانِهَا وَأَوْرَاقِهَا فَوْقَ شَجَرَةِ البُرْتُقَالِ، وَمَنَعَتْ عَنْهَا كَثِيرًا مِنْ نُورِ الشَّمْسِ وَوَفِيرًا مِنَ الهَوَاءِ.
أَحَسَّتْ شَجَرَةُ البُرْتُقَالِ بِالضِّيقِ، فَأَخَذَتْ تَدْعُو شَجَرَةَ اللِّبْلَابِ لِأَنْ تَتَوَقَّفَ عَمَّا تَفْعَلُ، لَكِنَّ شَجَرَةَ اللِّبْلَابِ لَمْ تَسْتَجِبْ، وَلَمْ تَعُدْ تَسْتَمِعُ إِلَى نِدَاءَاتِ شَجَرَةِ البُرْتُقَالِ..
حَاوَلَتْ شَجَرَةُ البُرْتُقَالِ مِرَارًا التَّخَلُّصَ بِالقُوَّةِ مِنْ شَجَرَةِ اللِّبْلَابِ، لَكِنَّهَا لَمْ تَسْتَطِعْ، وَفِي هَذِهِ الأَثْنَاءِ كَانَتْ شَجَرَةُ اللِّبْلَابُ تَمُدُّ سِيقَانَهَا عَلَى أَعَالِي سِيقَانِ شَجَرَةِ البُرْتُقَالِ المُجَاوِرَةِ حَتَّى أَصْبَحَتْ بَعْدَ حِینٍ تُخَيِّمُ عَلَى خَمْسٍ مِنْ أَشْجَارِ البُرْتُقَالِ..
شجره اللبلابي
أَحَسَّتِ الأَشْجَارُ الخَمْسُ بِالضِّيقِ، وَحَاوَلَتْ كُلُّ شَجَرَةٍ أَنْ تَتَخَلَّصَ بِمُفْرَدِهَا مِنْ شَجَرَةِ اللِّبْلَابِ دُونَ فَائِدَةٍ.
هُنَا أَخَذَتْ أَشْجَارُ البُرْتُقَالِ الخَمْسُ تَتَشَاوَرُ، وَبَعْدَ حِينٍ اتَّفَقَتْ أَنْ تَعْمَلَ مُجْتَمِعَةً، وَأَنْ تَهْتَزَّ هَذِهِ الأَشْجَارُ بِقُوَّةٍ وَعُنْفٍ فِي وَقْتٍ وَاحِدٍ مَعَ حَرَكَةِ الرِّيحِ..
وَاسْتَعَدَّتْ أَشْجَارُ البُرْتُقَالِ، وَعِنْدَ هُبُوبِ أَوَّلِ نَسْمَةِ رِيحٍ، اهْتَزَّتْ مَعًا، فَتَقَطَّعَتْ أَغْصَانُ شَجَرَةِ اللِّبْلَابِ، وَتَسَاقَطَتْ عَلَى الأَرْضِ.
عِنْدَ ذَلِكَ تَنَفَّسَتْ أَشْجَارُ البُرْتُقَالِ الهَوَاءَ بِعُمْقٍ، وَعَانَقَتِ الشَّمْسَ عِنَاقَ حَنَانٍ.
وَفِي تِلْكَ الأَثْنَاءِ كَانَتِ الشَّمْسُ تَقُولُ: كَمْ يُسْعِدُنِي عِنَاقَ مَنْ يُحِبُّ الحُرِّيَّةَ، وَيَعْمَلُ مُتَعَاوِنًا مِنْ أَجْلِ نَيْلِهَا.
أَسْئِلَةٌ حَوْلَ القِصَّةِ:
أَوَّلًا: مَاذَا طَلَبَتْ شُجَيْرَة اللِّبْلَابِ مِنْ شَجَرَةِ البُرْتُقَالِ؟
ثَانِيًا: هَلِ اسْتَجَابَتْ شَجَرَةُ البُرْتُقَالِ لِطَلَبِهَا؟
ثَالِثًا: عَلَامَ اتَّفَقَتِ الأَشْجَارُ الخَمْسُ؟
رَابِعًا: مَاذَا كَانَتِ الشَّمْسُ تَقُولُ لِأَشْجَارِ البُرْتُقَالِ؟
القصة مصورة
