سعد بن الربيع شهيد غزوة أحد

سعد بن الربيع شهيد غزوة أحد

سعد بن الربيع شهيد غزوة أحد

مع صحابي جليل من الرجال الذى كانوا حول رسول الله واليوم مع سعد بن الربيع رضى الله عنه.

وها نحن على موعد مع هذا الصحابي الجليل الذي كان يضرب به المثل في الجود والكرم والإيثار.

إنه الصحابي الذي شم رائحة الجنة وهو في أرض الشرف والجهاد.

إنه الصحابي الذي أرسل النبي عليه السلام إليه وهو في الرمق الأخير من حياته.

انه الصحابي الجليل سعلی بن الربيع رضى الله عنه..

تعالوا لنتعرف على سيرة هذا الصحابي الجليل.

نشأة مباركة

نشأ سعد بن الربيع في أسرة عريقة، فلقد كان والده الربيع بن عمرو من سادات بني الحارث الخزرجیین..

وأمة هزيلة بنت عقبة من القبيلة نفسها.

ولما كان اليهود يعيرون العرب بأنهم أمة أمية .. أرسل الربيع ولده سعد ليتلقي الكتابة والقراءة.

ولقد امتن الله عليه بعقل سليم ناضج، وقلب يحب الخير لكل من حوله، ولذلك كان يبغض الخلافات والحروب التي تدور من حوله.

موعد مع السعادة

نحن نعرف أن يثرب (المدينة المنورة) كانت من أهم مدن أرض الجزيرة.. فهي معروفة بزراعة التمر ..

وكان العرب يحبون التمر لأنه طعامهم الأساسي ومنه يصنعون الخمر أيضا.

وكذلك فإن يثرب هي ممر القوافل التجارية لقريش.

كان أهل يثرب ينقسمون إلى قبيلتين هما الأوس والخزرج، وكانت بين القبيلتين نزاعات وحروب طاحنة دامت لسنوات طويلة لأسباب تافهة.. وكان من أشهر تلك الحروب پوم بعاث، وهو اليوم الذي قتل فيه عدد كبير من الأوس والخزرج.

ومن مصلحة اليهود الذين يعيشون في يثرب أن تظل الحروب قائمة بين الاوس والخزرج، لأنهم يتاجرون في السلاح، فكلما هدأت نار الحرب بينهما أشعلها يهود حتى يستفيدوا من بيع السلاح للطرفين.

ظلت الحروب دائرة بين الأوس والخزرج لسنوات طويلة حتى استنفذت أموالهم وقتلت رجالهم ويتمت أطفالهم.. حتى إن بعضهم كان يتمنى أن يجد سبيلا لوقف هذا النزيف من الدماء والأموال.

سعد بن الربيع

وفي المقابل كان اليهود يخبرون أهل يثرب أن الأرض تتهيأ الآن لاستقبال نبی آخر الزمان ..

وأنهم – أي اليهود – سيتبعون هذا النبي .. وكان اليهود يطمعون في أن يكون هذا النبي منهم.

وظل اليهود يقولون هذه البشارة لكل الناس حتى انتشر في ربوع يثرب

كلها أن الأرض تتهيأ الآن لاستقبال نبی آخر الزمان.

وفي موسم الحج من سنة 11 من النبوة، يوليو سنة 620م خرج النبي صلى الله عليه وسلم يدعو الناس إلى دين الله جل وعلا ولم يستجب له أحد..

ولكنه لم ييأس أبدا.

وبينما كان النبي صلى الله عليه وسلم پبحث عمن يكلمه ويدعوه إلى الله وجد ستة من الشباب يحلقون رؤوسهم في مكان يسمى العقبة.. وكانوا من عقلاء يثرب الذين تعبوا من شدة الحروب ومآسيها.

فكانوا مع موعد مع سعادة الدنيا والآخرة.. فقد دخل عليهم النبي صلى الله عليه وسلم يكلمهم ويدعوهم ويتلو عليهم القرآن ثم عرض عليهم الإسلام فأسلموا ولم يترددوا لحظة واحدة.

فلما كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أولئك النفر ودعاهم إلى الله قال بعضهم لبعض: يا قوم، تعلمون والله إنه للنبي الذي توعدکم به یهود، فلا تسبقنكم إليه، فأجابوه فيما دعاهم إليه، بأن صدقوه وقيلوا منه ما عرض عليهم من الإسلام.

ووعدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعز والتمكين إذا أسلم باقى قومهم.

بيعة العقبة الأولى

وفي العام التالي وأثناء موسم الجح، جاء اثنا عشر رجلا ، وبايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة العقبة الأولى.. على ترك الشرك وعبادة الأصنام والبعد عن المعاصي وعلى الإيمان والطاعة..

ووعدهم النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة إن عاشوا على الإيمان والطاعة.

ثم ودعهم النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن عاهدهم وعاهدوه على اللقاء في العام التالي.

أرسل النبي صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير إلى المدينة ليعلم الناس الإسلام ويدعوهم إليه.

وقام مصعب رضى الله عنه يحمل أمانة الدعوة إلى الله، فاستطاع أن يستميل القلوب، وأن يأخذ بأيدي العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، وأسلم على يديه سعد بن معاذ وأسيد بن حضير وسعد بن الربيع، وما إن أسلم سعد حتی تاقت نفسه إلى لقاء الحبيب ما صلى الله عليه وسلم.

لقاء مع الحبيب

وجاءت تلك اللحظة التاريخية التي لن تتكرر أبدا ألا وهي بيعة العقبة الثانية .. وخرج الأنصار لمبايعة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان من بينهم سعد بن الربيع الذي كان في أشد شوقه للقاء الحبيب صلى الله عليه وسلم لينهل من هذا المعين الصافي ما يثلج صدره ولينال من هديه وحكمته وأخلاقه العذبة.

وامتدت يده لتصافح الحبيب صلى الله عليه وسلم ولتبايعه.

الهجرة المباركة

ولما اشتد الإيذاء بأصحاب الحبيب صلى الله عليه وسلم أذن لهم بالهجرة إلى يثرب (المدينة المنورة).

وخرج المهاجرون إلى يثرب فرارا بدينهم من بطش قريش، فنزلوا في رحاب إخوانهم من الأنصار الذين تبوءوا الدار والإيمان ..

ولما استقر المقام بالحبيب صلى الله عليه وسلم في المدينة آخي بين المهاجرين والأنصار وهنا ظهرت نوادر الإخاء والحب والتضحية بصورة لا يتصورها عقل ولا تخطر ببال أحد من البشر، فكانت تلك الأخوة التي لا تتكرر أبدا عبر العصور والأزمان.

ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة

لقد حقق سعد بن الربيع معنى الأخوة التى دعا إليها الإسلام، حيث آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين عبد الرحمن بن عوف، وكان سعد بن الربيع كثير المال، فعرض على عبد الرحمن بن عوف أن يقسم معه المال، لكن عبد الرحمن بن عوف لم يرض، وخرج يبحث عن رزقه في التجارة.

صورة مشرقة من جهاده في سبيل الله

منذ أن أعلن سعد بن الربيع إسلامه لم يتوان عن تقديم خدماته للإسلام وأهله، وجاهد في سبيل الله بنفسه وماله، وكل ما يملك، وجاءت معركة بدر، فخرجت قريش من مكة عن بكرة أبيها معتقدة أنها ستوجه الضربة العاصمة التي تقضي بها على الإسلام وأهله، وسمع الرسول صلى الله عليه وسلم بخروج قريش فخرج بأصحابه حتى نزل في بدر.

وهناك التقى الجمعان، وهجم المسلمون على المشركين، وكان سعد بن الربيع، يقاتل في هذه الغزوة قتال الأسود، وأبلی فيها بلا حسنا، فلقد قتل أحد رؤوس المشركين وهو رفاعة بن أبي رفاعة.

وشهد سعد بن الربيع باقى الغزوات حتى جاءت غزوة أحد.

یا رسول الله أجد ريح الجنة

ويوم أحد قاتل سعد بن الربيع المشركين وكان يتمنى من الله تعالى أن ينال الشهادة في سبيل الله.

ولما انتهت تلك الغزوة بدأ النبي صلى الله عليه وسلم يتفقد القتلى والجرحی.

افتقد رسول الله سعد فأرسل من يبحث عنه فوجده زيد بن ثابت مجروح.

فقال زيد لسعد رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ عليك السلام ويقول لك كيف حالك؟

فقال سعد: وعلى رسول الله عليه السلام، ثم قال لزيد أخبر رسول الله أني اشم ريح الجنة، واخبر قومي الأنصار أنه لا عذر لكم عند الله إن خلص مكروه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيكم عين تطرف.. ثم مات.

اقرأ أيضا القصص الآتية:

عبد الله بن مسعود

زيد بن حارثة

بلال بن رباح

عمار بن ياسر

أنس بن مالك

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال